بدا ان صعوبات تواجه انعقاد اللجنة العربية العليا للمتابعة بسبب وجود "خلافات" عربية - عربية في شأن مهمة اللجنة وآليات عملها، في وقت دعا وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف امس الى "التأني" في انعقاد اللجنة التي تشكلت بعد اجتماع القاهرة برئاسة وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع "كي لا تُرتكب اخطاء تضر بالجميع، خصوصاً العراق". وجاء كلام الصحاف في دمشق التي يزورها لنقل "رسالة" من الرئيس صدام حسين الى الرئيس حافظ الاسد، هي الثانية منذ انطلاق التقارب في ايار مايو عام 1997. وكان الوزير العراقي اجتمع مع الاسد في شباط فبراير الماضي. وينتقل الصحاف اليوم الى بيروت لنقل رسالة من صدام الى الرئيس اميل لحود في اطار جولة عربية بدأت في السادس من الشهر الجاري وشملت الجزائر وتونس والمغرب وليبيا والسودان واليمن. وكان الصحاف اجتمع امس مع نظيره السوري في حضور مسؤولين عراقيين وسوريين. وقالت مصادر رسمية ان الجانبين "تبادلا وجهات النظر في شأن نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في الشهر الماضي في القاهرة، وعلاقة العراق مع الاممالمتحدة". وسئل الوزير العراقي بعد اللقاء عن اسباب عدم انعقاد اللجنة العربية المنبثقة عن اجتماع القاهرة، فاجاب: "لجنة المتابعة مختلف عليها بين الدول العربية، وكلما تم التأني في هذا الموضوع، كان افضل لانه اذا كانت هناك رغبة او ارادة في تقديم الدعم المناسب للعراق ينبغي ان يؤخذ رأي العراق في ما يخص الخطوات والتفاوض" مع الاطراف الدولية لرفع الحصار. وزاد ان المحادثات مستمرة بين الدول العربية "في هذا الموضوع المختلف عليه. ويُفضل ان نستمر في التشاور ازاءه كي لا نرتكب اخطاءً تؤدي الى الإضرار بالجميع، خصوصاً العراق". وترفض دمشق ضرب العراق وتدعو الى التمسك بالخيار السلمي والديبلوماسي مع العمل على رفع الحصار الاقتصادي. وأعلن نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام اخيراً ان موافقة الدول الخليجية على هذه النقاط "خطوة كبيرة وقرار كبير جداً". لكن الشرع اعلن في وقت سابق ان "اخواننا في العراق لم يساعدونا بل وضعوا عراقيل" خلال اجتماع القاهرة. كما ان مسؤولين سوريين اشاروا الى ان الانتقادات العراقية للكويت والسعودية "اضرت بالموقف العربي"، ودعوا الدول الخليجية الى "عدم التوقف عند نقطة" حرب الخليج. الى ذلك، قال وزير الخارجية العراقي ان محادثاته مع نظيره السوري تضمنت "تبادل وجهات النظر في عدد من القضايا العربية وعلاقة العراق مع مجلس الامن". وزاد الصحاف انه شرح للشرع "سياسة العراق المتعلقة بضرورة معالجة الاسباب التي تؤدي الى الفرقة بين الاقطار العربية. وعندما نبدأ في المعالجة يمكن ان نرى الخطوات الاولى باتجاه اعادة التضامن العربي في شكل تدرجي وواقعي"، لافتاً الى ان اللقاء تناول ايضاً "اسلوب العمل في جامعة الدول العربية وسبل تفعيله في شكل افضل مما هو عليه الآن". وشدد الصحاف على ضرورة "التركيز على نقاط اللقاء بين الدول العربية بمعزل عن اجتماع القاهرة"، لافتاً الى وجود "امكانات لابأس بها لتحقيق تقدم في اطار العمل العربي المشترك اذا تمسكنا بنقاط اللقاء وطورناها". وسئل الصحاف لدى وصوله اول من امس الى دمشق عن توغل القوات التركية شمال العراق، فقال: "ان دخول القوات التركية وغزوها لشمال العراق تكرر كثيراً". وبعدما اشار الى تصريحات رئىس الوزراء التركي بولند اجاويد اول من امس عن ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لتركيا، قال المسؤول العراقي: "ان هذه الحساسية التركية لضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية ينبغي ان تنعكس في عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى". من جهة اخرى، اعلنت مصادر مطلعة ان العراق قطع اشواطاً كبيرة في مجال ترميم الجانب العراقي من انبوب النفط العراقي - السوري الذي اتفق الطرفان العام الماضي على تشغيله بعد 18 سنة من توقفه بسبب قطع العلاقات الديبلوماسية.