باعتبار أن عام 2009، شهد بدء قطف السوريين حصاد «استثمار الرياح السياسية» لمصلحة سورية، فان عام 2010 شهد الكثير من «الإيجابيات» والثمار الإضافية، ما يتطلب وضع كل حدث أو زيارة في العام الماضي ضمن سياق أوسع. والإبحار في عالم الأحداث التي شهدتها سورية أو الزيارات التي قام بها الرئيس بشار الأسد في هذه السنة الى وجهات تقليدية وغير تقليدية، يكتسب بعداً إضافياً لدى وضعه في سياق مسيرة عقد من الزمن المعقد، انتهى بتجديد اعتراف إقليمي ودولي بضرورة دور سورية، الموجود والذي لم يتغير أصلاً في سنوات سابقة، في ملفات معقدة في الجوار وما ورائه وبحركة ديبلوماسية نشطة بين الدول المطلة على «البحور الخمسة» والمساهمة في قطع خطوات في بروز عالم متعددة الأقطاب يضم قوى صاعدة بعد أفول «القطبية الواحدة» بعد عقدين على انتهاء الحرب الباردة. إذا كان العام السابق شهد سلسلة من اللقاءات السورية - السعودية بينها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي ل «الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز التضامن والعمل العربي المشترك لخدمة المصالح والقضايا العربية والإسلامية»، فان عام 2010 تضمن لقاءات للتنسيق إزاء الملفات الإقليمية المتعلقة بعملية السلام والعراق ولبنان وعودة العمل لتطوير العلاقات الاقتصادية وتفعيل اللجنة العليا بين البلدين. بدأ العام بزيارة لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الى دمشق في 6 كانون الثاني (يناير) ناقلاً رسالة شفوية من الملك عبدالله الى الرئيس الأسد، قام بعدها الرئيس الأسد بزيارة الى السعودية في منتصف كانون الثاني استمرت ثلاثة أيام. وفي 23 آذار (مارس) زار الأمير سعود دمشق لتنسيق المواقف قبل انعقاد القمة العربية في مدينة سرت الليبية في نهاية الشهر ذاته كي تخرج ب «قرارات تعزز التضامن والعمل العربي المشترك ومواقف عربية قوية تجاه قضايا العرب الجوهرية ومستجداتها وعلى رأسها القدسالمحتلة»، إضافة الى التشديد على «تحقيق المصالحة الفلسطينية بما يعزز الموقف الفلسطيني والعربي على الساحة الدولية». وجرى أيضاً بحث التهديدات الإسرائيلية عندما نقل الأمير عبدالعزيز في نيسان (أبريل) عندما نقل رسالة خطية من الملك عبدالله. جاءت الخطوة الأخرى في نهاية تموز (يوليو) عندما زار خادم الحرمين الشريفين العاصمة السورية للقاء الرئيس الأسد، وأفاد بيان رئاسي وقتذاك أن القمة تضمنت التأكيد على «الارتقاء بالعلاقات العربية- العربية» و «ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية» إضافة الى حرص الرئيس الأسد والملك عبدالله على «دعم مسيرة التوافق التي شهدها لبنان منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ودعم كل ما يسهم في تثبيت استقراره ووحدته وتعزيز الثقة بين أبنائه» وصولاً الى «ضرورة تشكيل حكومة وطنية عراقية بأسرع وقت ممكن تضمن مشاركة جميع الأطياف السياسية وتحفظ عروبة العراق وأمنه واستقراره». واتبعت هذه القمة بزيارة مشتركة للرئيس الأسد والملك عبدالله الى لبنان توجت بقمة ثلاثية في قصر بعبدا ضمت الرئيس اللبناني ميشال سليمان. زيارات لبنانية وكان عام 2010 شهد سلسلة زيارات لعدد من المسؤولين اللبنانيين بينهم رئيس الوزراء الأسبق سليم الحص في مطلع العام تضمنت تأكيد الرئيس الأسد على «إقامة علاقات متميزة مع لبنان تحفظ مصالحهما المشتركة وتعكس روابط الأخوة والتاريخ المشترك التي تجمع البلدين»، إضافة الى زيارات رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي في 26 تشرين الأول (أكتوبر). كما عقد في العام المنصرم اجتماع «هيئة المتابعة والتنسيق» المنبثقة من معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري ونظيره السوري محمد ناجي عطري في 18 تموز (يوليو) بعد توقف لأكثر من عشر سنوات أسفرت عن توقيع 17 اتفاقاً. وأعرب الأسد والحريري خلال لقائهما بعد اجتماع الهيئة عن «ارتياحهما للخطوات التي تم تحقيقها على صعيد تطوير العلاقات بين البلدين، وأكدا تصميمهما على المضي في الارتقاء بهذه العلاقات الى المستوى الذي يحقق طموحات الشعبين الشقيقين». وشهدت دمشق وقتذاك لقاء ثلاثياً على مأدبة ضم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. وفي نهاية آب، تناول الأسد والحريري في دمشق «الأصداء الإيجابية» للقمة الثلاثية حيث شدد رئيس الوزراء اللبناني على أن «الزيارة التاريخية المشتركة للرئيس الأسد وخادم الحرمين الشريفين إلى لبنان تؤكد حرص سورية والمملكة على لبنان ودعم وحدته الوطنية». «الضلع الثالث»... وحضور عراقي وإذا كان الضلعان السوري والسعودي في «المثلث العربي» دارت عجلة عملهما، ما يسجل أن العلاقات السياسية بين دمشقوالقاهرة لا تزال ضمن حدود على رغم محاولات جرت في قمة سرت. لكن التعاون الاقتصادي بين البلدين بقي قائماً. وما يسجل، استمرار التعاون بين سورية والأردن على رغم عدم تطابق في الآراء السياسية إزاء بعض الملفات. وتسلم الأسد رسالة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في 8 آب (أغسطس) نقلها رئيس الوزراء سمير الرفاعي قبل قيام الملك عبدالله بزيارة دمشق في أيلول (سبتمبر) لبحث «العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتطور الإيجابي الذي تشهده، حيث أعرب الرئيس الأسد والملك عبدالله عن ارتياحهما لمستوى هذه العلاقات على مختلف المستويات والعزم على تمتينها بما فيه خدمة مصالح الشعبين». والعراق كان الحاضر دائماً في العاصمة السورية. إذ بعد إجراء الانتخابات في آذار قام قادة جميع القوى السياسية بزيارة دمشق للقاء الأسد خصوصاً بين شهري تموز وتشرين الأول (أكتوبر) سمع خلالها العراقيون تأكيدات سورية بدعم العراقيين تشكيل حكومة تحافظ على «وحدة» العراق و «عروبته» و «سيادته». وبين اللقاءات المهمة، اجتماع رئيس القائمة العراقية اياد علاوي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في دمشق في 18 تموز، كان الأول بينهما. وبعدما تسلم الرئيس السوري رسالة خطية من رئيس الوزراء نوري المالكي في بداية أيلول «تتعلق بالعلاقات الثنائية بين سورية والعراق وأهمية تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين»، زار المالكي دمشق في تشرين الأول حيث بحث «علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وآفاق تطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وضرورة العمل على إزالة جميع العقبات التي تعترض التعاون الثنائي وأهمية البحث عن آفاق تعاون جديدة تعزز العلاقات الأخوية بين الشعبين وتخدم مصالحهما المشتركة». وتم التأكيد خلال المحادثات على أهمية البعد الاستراتيجي في العلاقات الثنائية بين دول المنطقة وضرورة تطوير التعاون الاقتصادي بين هذه الدول وصولاً إلى تكتل اقتصادي إقليمي يلبي تطلعات شعوب المنطقة ويخدم أمنها واستقرارها». وطويت بذلك صفحة بين بغداد ودمشق كان وترها المالكي في شهر آب العام الماضي بتوجيهه اتهامات غير موثقة الى «بعثيين» مقيمين في سورية، بعد يوم على اختتام زيارته لدمشق وتشكيل مجلس للتعاون الاستراتيجي بين البلدين. وخلال زيارة الأسد الى الرياض في 17 تشرين الأول الماضي تناولت المحادثات «تطورات الأوضاع في العراق والجهود المبذولة لتشكيل حكومة عراقية وضرورة تضافر جهود الكتل البرلمانية كافة وتغليب المصلحة الوطنية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل أطياف الشعب العراقي وتكون قادرة على الحفاظ على وحدة العراق وأمنه واستقراره». وفيما أجرى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح محادثات مع الأسد في 17 أيار (مايو) إزاء «العلاقات الأخوية الراسخة التي تربط سورية والكويت والآفاق المستقبلية لتوطيد أواصر التعاون بينهما في المجالات كافة»، تواصل تبادل الزيارات بين الجانبين السوري والقطري خصوصاً زيارة الأسد الى الدوحة في منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي. شراكة إقليمية مع إيران وتركيا وكان الموضوع العراقي حاضراً في المحادثات السورية - الإيرانية لدعم خيار العراقيين. إذ بدأ العام بزيارة وزير الخارجية السابق منوشهر متقي ثم قام الرئيس محمود أحمدي نجاد بزيارة رسمية في 26 شباط (فبراير) تضمنت عقد محادثات مع الأسد «تناولت العلاقات المميزة بين البلدين الصديقين وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية»، إضافة الى توقيع اتفاق لإزالة تأشيرات الدخول لمواطني البلدين. وانضم الى مأدبة عشاء أقامها الأسد على شرف نجاد، الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله. وحافظت «العلاقة الاستراتيجية» بين دمشقوطهران على ديمومتها. إذ أجرى الرئيس الإيراني في 18 أيلول محادثات مع الأسد في دمشق، أعلن بعدها بيان سوري أنها «تطرقت إلى أهمية خروج العراق من أزمة تشكيل الحكومة حفاظاً على وحدته واستقراره وأمنه وإعادة إعماره بحيث يستعيد العراق قريباً دوره على الساحتين العربية والإقليمية ما يساهم في تعاون اقتصادي إقليمي مشترك». وأعقب ذلك زيارة للأسد الى طهران في بداية الشهر اللاحق، أكد الجانبان خلالها «حرصهما على وحدة العراق وسيادته واستقلاله، وعبرا عن دعمهما لتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل أطياف الشعب العراقي وتتمتع بعلاقات طيبة مع جميع دول الجوار». بالتوازي، مضت مسيرة التعاون الاستراتيجي بين سورية وتركيا، إذ زار أردوغان دمشق في 12 تشرين الأول، حيث جرى التأكيد خلال لقائه الأسد أن العلاقات تحولت «شراكة استراتيجية وفوائدها لا تقتصر على البلدين وإنما تعم البلدان الأخرى» وعبرا عن «استعداد سورية وتركيا للمساعدة في تشكيل حكومة عراقية تتمكن من تحسين الوضع الداخلي وتحقيق اتفاق وطني يجمع كل الأطياف العراقية ويحقق وحدة الشعب العراقي ويحسن العلاقات مع الدول المجاورة». ساهم التعاون الإقليمي والمجاور في دعم مساعي العراقيين تشكل حكومة وحدة برئاسة المالكي ومشاركة «العراقية» وعلاوي في العملية السياسية. وتوج المسار الثنائي في نهاية العام بانعقاد الدورة الثانية لمجلس التعاون برئاسة عطري ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة في 21 كانون الأول، حيث جرى توقيع 11 وثيقة أضيفت الى 51 اتفاقاً وقعت في نهاية العام السابق. بل إن الحديث السوري - التركي بات يتناول تعاوناً إقليمياً. إذ بعد اللقاء الثلاثي الذي عقد في إسطنبول في أيار (مايو) الماضي بين الأسد وأردوغان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ل «دفع العلاقات بين الدول الثلاث وصولاً إلى تحقيق تعاون استراتيجي بين دول المنطقة ينعكس إيجاباً واستقراراً على شعوبها»، انتهى العام على وقع حديث عن بدء إطلاق التعاون الرباعي الذي يضم سورية والأردن ولبنان وتركيا بحيث يعقد في بداية العام المقبل في دمشق لقاء لوزراء الخارجية يستكمل اللقاء الذي عقد في نيويورك في أيلول ويمهد ل «لقاء رفيع المستوى» في أنقرة في شباط المقبل. نيات أميركية... وديمومة روسية على رغم أن العلاقة بين دمشق وموسكو قديمة وتعود الى أيام الاتحاد السوفياتي، فان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف كان أول زعيم للكرملين يزور سورية. حيث أجرى في 11 أيار محادثات مع الأسد الذي أكد أن الزيارة «ستشكل محطة تاريخية مهمة على طريق تعزيز وتطوير علاقات البلدين التي تعود إلى مئات السنين والتي لعب التواصل الثقافي دوراً كبيراً في توطيدها». وأشار البيان المشترك في اختتام الزيارة الى «إقامة نظام عالمي متعدد الأطراف أكثر عدالة وديموقراطية» ما يمكن وضع هذه الزيارة ضمن سياق محادثات الأسد في البرازيل في تموز وزيارتيه السابقتين الى كل من الصين والهند في 2004 و2008 واستقباله رئيسة الهند براتيبها ديفيسينغ باتيل في 27 تشرين الثاني الماضي. وضمن إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما نيته «الانخراط البناء» مع سورية و «التزام تحقيق التسوية الشاملة» في الشرق الأوسط، شهد عام 2010 عدداً من الزيارات لمسؤولين أميركيين. بدأها وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية وليم بيرنز في 18 شباط (فبراير) لبحث العلاقات الثنائية و «سبل تحسينها والخطوات العملية التي اتخذت في هذا المجال وضرورة مواصلة الحوار البناء والجاد المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لما فيه مصلحة البلدين». ثم قام المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل بزيارتين في آذار وأيلول لاطلاع الأسد على «جهود إدارة الرئيس باراك أوباما المتعلقة بعملية السلام في المنطقة وآخر التطورات على صعيد المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية» وتأكيد التزام التسوية الشاملة. كما قام عدد من أعضاء الكونغرس بزيارات الى سورية، أبرزهم مسؤول العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور جون كيري كانت أخر زيارتين في نيسان (ابريل) و 19 تشرين الثاني (نوفمبر) لتأكيد اهتمام الإدارة ب «مواصلة الانخراط مع سورية من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار وتحقيق السلام في المنطقة» بعد زيارة عضو مجلس الشيوخ الأميركي ارلن سبكتر في نهاية تشرين الأول لبحث «تهيئة الظروف المناسبة للوصول إلى تحقيق السلام العادل والشامل الذي يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة»، مع تأكيد دمشق على أن السياسات والإجراءات العدوانية لإسرائيل هي المسؤولة عن غياب السلام. وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التقى وزير الخارجية وليد المعلم نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون ليكون أول لقاء بينهما. لكن الاتصالات الأميركية بقيت في إطار النيات والخطوات المحدودة جداً من قبل واشنطن. وعندما سئل الأسد في مقابلة مع صحيفتي «بيلد» الألمانية و «حرييت» التركية عن سياسة أوباما تجاه العالم الإسلامي والمنطقة قال :»بالتأكيد يريد أن يفعل شيئاً ما. فهو أيقظ بكلمته في القاهرة آمالاً كبيرة بالسلام في المنطقة، لكن إذا ما أيقظ أحد آمالاً منه دون تقديم نتائج فإنه يحقق النقيض فقط وهذا يؤدي إلى المزيد من اليأس. أوباما كرئيس يبدو حتى الآن صادقاً في نياته، لكننا ننظر في الوقت نفسه إلى النتائج وليس فقط إلى النيات»، بحسب «الوكالة السورية للأنباء» (سانا). أما الزيارات الأوروبية الى دمشق، فشملت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد كاثرين اشتون في آذار وعدد من الوزراء الأوروبيين مثل وزيرة الخارجية الدنماركية لين اسبرسن في 12 تشرين الأول والاسباني السابق ميغل انخيل موراتينوس في شباط. لكنها لم تسفر عن تحريك جدي لملف توقيع اتفاق الشراكة باعتبار انه يخضع لدراسات من قبل الجانب السوري. وجرى تحقيق اختراقات في العلاقات الثنائية وفي حض الجانب الأوروبي على تفعيل دوره في عملية السلام، إضافة الى قيام الأسد بزيارة الى باريس في 9 كانون الأول بدعوة من الرئيس نيكولا ساركوزي بعد زيارة اسبانيا في بداية تموز لتبقى العلاقة الثنائية بين دمشق وكل من مدريد وباريس في استقرار. وجرى خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون في شباط توقيع 11 اتفاقاً وأمين عام الرئاسة كلود غيان في أيار ووزير الخارجية السابق برنارد كوشنر حاملاً رسالة من ساركوزي. وبعد تكليفه ملف عملية السلام، أوفد الرئيس الفرنسي مبعوثه جان كلود كوسران الى العاصمة السورية في أيلول. وجدد الأسد خلال لقائه الثاني كوسران في باريس «التأكيد على أن السياسات والممارسات الإسرائيلية العدوانية في الأراضي العربية المحتلة ورفضها المتكرر للمبادرات السلمية، تؤكد عدم رغبة إسرائيل في أي سلام يعيد الحقوق لأصحابها». بالتوازي، بدأت سورية خطوات توقيع اتفاقات مع كتل اقتصادية صاعدة في العالم، حيث جرى في منتصف كانون الأول توقيع اتفاق إطاري مع «السوق المشتركة لدول أميركا الجنوبية» (ميركوسور) الذي يضم البرازيل والأرجنتين والاورغواي والبارغواي بعد بدء مفاوضات جدية لتوقيع اتفاق مع الاتحاد الجمركي مع روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان. ولا شك في أن هذا كان بين الثمار الملموسة للجولة التاريخية التي قام بها الرئيس الأسد في سنة 2010 الى دول أميركا الجنوبية وشملت البرازيل والأرجنتين وكوبا وفنزويلا بين نهاية حزيران (يونيو) وبداية تموز باعتبارها الأولى من نوعها لرئيس سورية. واستهدفت: تقدير دعم هذه الدول القضايا العربية، تطوير العلاقات الاقتصادية، التواصل مع الجالية السورية والعربية هناك، إضافة الى تطوير العلاقات مع قوى صاعدة في المشهد الدولي. وقام الرئيس الأسد بزيارات الى كل من بيلاروسيا في نهاية تموز وأوكرانيا في كانون الأول بعد زيارات الى قبرص وبلغاريا ورومانيا في تشرين الثاني وأذربيجان وأرمينيا وكرواتيا وسلوفاكيا والنمسا في العام السابق، ضمن جهود لخطوات عملية لربط البحور الخمسة (المتوسط، الأسود، الأحمر، قزوين والخليج العربي). وشمل ذلك توقيع إحياء علاقات تاريخية وتوقيع اتفاقات اقتصادية. ما يسجل أن رؤية ربط «البحور الخمسة» التي طرحت مجدداً في 2009، تحولت الى عملية بخطوات ملموسة في 2010. * صحافي سوري من أسرة «الحياة»