أكدت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت أمام الكونغرس أول من أمس ان ادارة الرئيس بيل كلينتون تعتزم بذل كل ما بوسعها لدحر ما وصفته ب "الخطر الثلاثي" للارهاب الذي تواجهه الولاياتالمتحدة حالياً على ايدي دول وتنظيمات ارهابية تقليدية وشبكات متطرفين تمتاز بحرية نسبية في الحركة، على غرار شبكة اسامة بن لادن. وقالت اولبرايت امام لجنة المخصصات المالية التابعة لمجلس الشيوخ ان "نوعاً جديداً من المواجهة يلوح فيما يوشك القرن الجديد ان يبدأ". واضافت ان "من المحتمل، في هذا الصراع، ان يتجنب خصومنا ميادين القتال التقليدية حيث تفرض اميركا تفوقها. فقد يلجأون بدلاً من ذلك الى اسلحة الدمار الشامل ووسائل التخريب الجبانة والقنابل المخفية. يجب ان نتحلى باليقظة لدرء خطر الارهاب الثلاثي الذي تمثله اولاً البلدان التي ترعى الارهاب بشكل فاعل، وثانياً منظمات ارهابية تنشط منذ وقت طويل، وثالثاً ارهابيون يرتبطون بعلاقات مرنة، مثل اسامة بن لادن الذي حض اتباعه على قتل الاميركيين متى وإينما امكنهم ذلك". وأشارت اولبرايت مرات عدة إلى برنامج جديد لمكافحة الارهاب يمتد خمس سنوات خصص له 50 بليون دولار اقترحه كلينتون للتصدي لخطر الارهاب، خصوصاً احتمال ان يشمل استخدام اسلحة نووية او كيماوية او بيولوجية وتنفيذ عمليات تستهدف شبكات الكومبيوتر. وأكدت ضرورة ان تكون الجهود طويلة الأجل، محذرة من انه لا توجد خطة يمكن ان تدرأ كل أنواع الاعتداءات. وأضافت ان "الخطة الخمسية تمثل مجرد بداية. بالطبع لن يكون كافياً اعتقال شخص أو وقف عملية ارهابية واحدة. إن التقدم في التكنولوجيا أعطانا وسائل جديدة لمواجهة الارهاب. لكن هذا التقدم مكّن الارهابيين أيضاً من تطوير أسلحة أكثر قوة والسفر والاتصال وتجنيد الأفراد وجلب التمويل على مستوى عالمي". إلى ذلك رويترز، حذر المدير العام لمكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي لويس فريه أول من أمس من أن المتطرفين اليمينيين وأعضاء الجماعات الدينية والرؤيوية قد يتحولون إلى العنف مع حلول العام 2000. وأوضح أمام جلسة استماع في الكونغرس تناولت موضوع مكافحة الارهاب ان "الارهابيين المارقين مثل أسامة بن لادن يمثلون الخطر العاجل الماثل أمام المصالح الأميركية"، لكنه أوضح أنه "يجب عدم تجاهل التهديد الأميركي الداخلي، خصوصاً مع مقدم الألفية الثالثة". وتابع ان "احتمال حدوث عمل من جماعة محلية مثل جماعة أوم اليابانية وارد. ومع قدوم الألفية، فإن جماعات دينية أو أفراداً قد تجنح إلى العنف بهدف تحقيق آثار دراماتيكية لتحقيق نبوءاتها".