أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي السفير مارتن انديك أن الهجوم الأميركي بصواريخ كروز على مصنع الأدوية قرب الخرطوم لم يكن هجوماً على السودان. وقال ان الهجوم استهدف عملية ينفذها اسامة بن لادن للحصول على أسلحة كيماوية، وان الولاياتالمتحدة اتخذت أكثر ما يمكن من الاحتياطات للحد من الخسائر البشرية. وأشار الى ان معلومات واشنطن حتى الآن تنفي وقوع اي قتلى في الهجوم. وقال المسؤول الأميركي الذي كان يتكلم الى الصحافيين أول من أمس أن الضربة الصاروخية على مصنع "الشفاء" للأدوية في السودان "لم تكن هجوماً على السودان بل هجوماً على جزء من عمليات اسامة بن لادن، أي ذلك المصنع الكيماوي في السودان". وأضاف: "اذا فكرتم للحظة في نتائج حيازة اسامة بن لادن واصحابه للاسلحة الكيماوية اعتقد انكم ستدركون أهمية استهداف المصنع، اضافة الى استهداف معسكر الارهابيين في أفغانستان". ورد على سؤال عن صمت العواصم العربية الرسمي عن القضية بالقول: "علينا الانتظار كي نرى". لكنه أشار الى "التفهم والدعم" الذي أبدته الحكومات العربية اثناء اتصالات معها أجراها الرئيس بيل كلينتون ونائب الرئيس آل غور ووزيرة الخارجية مادلين اولبرايت، اضافة الى انديك نفسه. وأوضح ان الاتصالات حصلت خلال "الساعات الپ24 الأخيرة". ورأى ان الانتقاد الرسمي جاء من "الأطراف المعهودة"، مثل الزعيم الليبي معمر القذافي والعراق، لكن "غالبية كبيرة من الحكومات العربية تعلن ادانتها للارهاب وهي تتعاون في ما بينها وتتعاون معنا لمكافحة الارهاب". وانتقد انديك التقارير والتعليقات التي هاجمت الضربتين الأميركيتين الى السودان وأفغانستان. وقال: "هناك ميل لدى المعلقين في الشرق الأوسط الى انتقاد الولاياتالمتحدة فوراً والدفاع عن الدول العربية. لكن عليهم ان يضعوا كل الظروف في الاعتبار وليس اتخاذ رد الفعل التلقائي عندما يلجأ العم سام الى القوة". واكد ان الولاياتالمتحدة استندت في خطوتها الى "حق الدفاع عن النفس" كما تنص عليه المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة، وان هدفها تجنب هجمات جديدة من المتشددين ضد مواطنين أميركيين من الجماعات التي تعتقد اميركا الآن انها كانت وراء الهجوم على سفارتيها في نيروبي ودار السلام في السابع من الشهر الجاري. وقال ان على العرب والولاياتالمتحدة ان يعتبروا اسامة بن لادن عدوا مشتركا، لأنه "واعوانه الارهابيين لا يفرقون بين الأميركيين والعرب والأفريقيين. ان ارهابه عشوائي، وقد اوضح انه يريد قتل الأميركيين ... كما انه قتل عدداً من العرب، أو المصريين الذين قتلوا في الهجوم على السفارة المصرية في باكستان، أو في محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك، التي شارك فيها بن لادن وكذلك منظمته المصرية "الجهاد الاسلامي". اذن من الواضح انه لا يستهدف الأميركيين فقط بل الأبرياء في العالم العربي. انه متطرف... لا يهمه من يقتل. بهذا المعنى فإننا في هذه الحرب في خندق واحد مع مختلف الحكومات والشعوب في الشرق الأوسط التي عانت من المتطرفين الارهابيين". ورفض مساعد وزير الخارجية انديك تسمية الدول الصديقة التي قدمت معلومات الى واشنطن عشية الهجوم على معسكر بن لادن في افغانستان ومصنع الأدوية في السودان. كما اشار الى ان واشنطن ستقدم "بعض الأدلة" الى حكومات عربية، ولو ان تلك الحكومات "في حالات كثيرة تعرف تماماً تلك الأدلة. كما ان بعض حلفائنا واصدقائنا ساعدوا في توفير تلك الأدلة على ارتباط اسامة بن لادن بالنشاطات الارهابية" وان "الحكومة المصرية تملك الكثير من المعلومات عن الجهاد الاسلامي والجماعات، وهي كلها مرتبطة باسامة بن لادن". عن الضربة الصاروخية التي استهدفت المعسكر في أفغانستان قال انديك ان الولاياتالمتحدة حصلت على معلومات بأن الدكتور ايمن الظواهري، زعيم أحد الجناحين الرئيسيين لپ"الجهاد الاسلامي" كان في المعسكر "إضافة الى آخرين". لكنه لم يستطع تأكيد مقتل الدكتور الظواهري في الهجوم، أو حتى وجوده هناك أثناءه. وتحدث انديك عن عملية السلام في الشرق الأوسط، معتبرا ان الولاياتالمتحدة تعمل "بهدوء" منذ شهور لتحقيق اختراق ينهي الجمود الحالي. وأكد قرب التوصل الى اتفاق لأن الفروق في وجهات النظر أصبحت "ثانوية" ويمكن حلها "بسرعة". وقال ان واشنطن "ستشن المعركة من أجل السلام بالتصميم نفسه الذي نشن فيه المعركة ضد الارهاب".