اعتبرت مصادر سياسية أردنية أمس ان قرار رئيس مجلس ادارة صحيفة "العرب اليوم" الأردنية رياض الحروب طرد رئيسي تحرير الصحيفة أول من أمس يأتي في سياق محاولة للسيطرة على السياسة التحريرية للصحيفة لمصلحة جهة تابعة لولي العهد السابق الأمير حسن الذي أقدم الملك حسين على تنحيته وتعيين نجله الأكبر الأمير عبدالله بدلاً منه. وأوضحت المصادر ان الصحيفة المملوكة للقطاع الخاص كانت اتخذت خلال الاسبوعين الماضيين مواقف مؤيدة للتغيير في ولاية العهد، وأظهرت تأييداً كبيراً لولي العهد الجديد مقارنة بالصحف اليومية الأخرى التي كانت أقل حماسة للتغيير الملكي. وكتب كل من رئيس التحرير المسؤول طاهر العدوان ورئيس التحرير صالح القلاب مقالات ايدت بقوة قرار استبدال الأمير حسن وتعيين الأمير عبدالله. وتلقى كل من القلاب والعدوان أول من أمس رسالتين من رئيس مجلس الإدارة تبلغهما بإنهاء عقديهما اعتباراً من ذلك التاريخ من دون تبرير الخطوة المفاجئة. يذكر ان مؤسسة الاذاعة والتلفزيون والصحف المملوكة جزئياً من قبل الحكومة لا تزال خاضعة لإدارة صهر الأمير حسن، وزير الاعلام السيد ناصر جودة، رغم التغيير في القصر. واعتبرت المصادر السياسية ان محاولة السيطرة على صحيفة "العرب اليوم" هي خطوة استباقية لاحتمال استبدال القيادات الاعلامية في الاعلام الرسمي والصحف شبه الرسمية في سياق تغيير مرتقب على الصعيد الحكومي بعد التغيير في الولاية على العرش. وكان الأمير حسن أشرف على تشكيل حكومة جديدة في آب اغسطس الماضي برئاسة الدكتور فايز الطراونة وعضوية عدد من المقربين له بمن فيهم صهره جودة، المدير السابق لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون، والذي تسلم حقيبة الاعلام. كما عين الأمير حسن سكرتيره الصحافي السابق عبدالسلام الطراونة رئيساً لمجلس ادارة صحيفتي "الرأي" الأوسع انتشاراً و"جوردن تايمز" التي تصدر بالانكليزية. وقالت مصادر مطلعة ان غالبية أعضاء مجلس ادارة "العرب اليوم" عقدوا اجتماعاً أول من أمس للحؤول دون السماح لأية جهة بالسيطرة على الصحيفة من خلال استقطاب رئيس مجلس ادارتها. وأشارت الى ان غالبية أعضاء مجلس الادارة بدأوا اجراءات لعزل الحروب عن منصبه تمهيداً لاختيار رئيس جديد لمجلس الإدارة. ووصفت مصادر صحافية طرد القلاب والعدوان بأنه "انقلاب صحافي" وانه لا يمكن النظر الى تلك الخطوة بمعزل عن الظروف السياسية القائمة بعد أحداث الاسبوعين الماضيين.