عرض رئيس الوزراء الأردني الدكتور فايز الطراونة أمس استقالة حكومته على العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين مفسحاً في المجال لاتخاذ قرار في شأنها. وقالت مصادر أردنية موثوق بها لپ"الحياة" ان الطراونة سلم امس رسالة الى الملك عبدالله، الموجود في العقبة، قال فيها انه "يضع أمر الحكومة بين يديه". وأشارت الى ان الرسالة شبيهة بتلك التي كان بعثها ولي العهد السابق الأمير حسن الى الملك حسين بن طلال، قبل ثلاثة أسابيع، عشية قرار الملك حسين تعيين نجله الأكبر ولياً للعهد بدلاً منه. واعتبرت المصادر ان رسالة الطراونة الى الملك عبدالله "تعرض الاستقالة ولا تقدمها"، وان رئيس الوزراء يتوقع معرفة قرار الملك عبدالله في هذا الخصوص في غضون الأيام القليلة المقبلة. ورجحت المصادر ان يقرر العاهل الأردني قبول استقالة حكومة الطراونة التي تم تشكيلها في آب اغسطس الماضي تمهيداً لتشكيل حكومة جديدة خلفاً لها انسجاماً مع انطلاقة العهد الجديد للمملكة الرابعة. لكنها لم تستبعد بالكامل ان يعيد الملك عبدالله تكليف الطراونة تشكيل الحكومة الجديدة. وذكرت مراجع سياسية مطلعة لپ"الحياة" ان الملك عبدالله لم يبدأ بعد مشاوراته لاتخاد قرار في شأن تشكيل حكومة جديدة تنهض بمهمة تنفيذ "برنامج المراجعة الشاملة" الذي دعا اليه المغفور له الملك حسين قبل نحو اسبوعين من غيابه الاحد الماضي، وكان الملك عبدالله اكد في حديث الى "الحياة" قبل يومين من اعتلائه العرش انه سيعمل على تنفيذ برنامج المراجعة الشاملة الذي يتضمن اجراء اصلاحات ديموقراطية واسعة النطاق. وكان الطراونة أدلى بتصريحات صحافية نشرت أمس وأول من أمس أكد فيها انه "لم يقدم استقالة حكومته ولن يقدمها ما لم يقرر ذلك" العاهل الأردني، مؤكداً انه سيرضخ لقراره بهذا الخصوص. وتتوقع المراجع السياسية ان يرافق تشكيل حكومة جديدة تعيين رئيس جديد للديوان الملكي خلفاً لرئيسه الحالي الدكتور جواد العناني في اطار التغييرات المرتقبة. وكان العناني رافق رئيس الحكومة أمس الى العقبة ويُعتقد انه سلم أيضاً رسالة الى الملك عبدالله يضع فيها منصبه بين يدي الأخير.