انتخبت أمس الهيئة العامة للمؤسسة الصحافية الأردنية التي تصدر صحيفة "الرأي" الأوسع انتشاراً في الأردن، وصحيفة "جوردن تايمز" الصادرة باللغة الانكليزية، رئيساً جديداً لمجلس إدارة المؤسسة، في خطوة اعتبر انها تهدف الى احكام قبضة الحكومة على قيادة المؤسسة الصحافية الأولى في المملكة. وقررت غالبية اعضاء مجلس إدارة المؤسسة التي تملك الحكومة 61.5 في المئة من أسهمها انتخاب السيد عبدالسلام الطروانة رئيساً للمجلس والسيد محمد العمد نائباً له مع احتفاظ الأخير بمنصبه مديراً عاماً للمؤسسة. يذكر أن الطراونة كان يشغل منصب السكرتير الصحافي لولي العهد الأمير الحسن، اذ كان مسؤولا عن الصحافة العربية. وأصبح الطروانة رئيساً تنفيذياً لمجلس الإدارة خلفاً للإعلامي المخضرم، نقيب الصحافيين السابق السيد محمود الكايد الذي قاد المؤسسة الناجحة أكثر من عشرين عاماً. ووافقت الهيئة العامة على انتخاب السيد عزمي محمود الكايد، عضواً في مجلس الإدارة بدل والده. وكانت الهيئة العامة أقرت الموازنة ووافقت على توزيع أرباح بنسبة 60 في المئة، وهي من أعلى نسب الأرباح التي توزعها الشركات الأردنية. ولم يُعرف هل سيجري تغيير لاحقاً في إدارة المؤسسة الإعلامية أو هيئة تحريرها بعد النجاح المضطرد الذي حققته خلال السنوات الأخيرة. وجاء قرار التغيير في أهم المؤسسات الصحافية الأردنية بعد مرور أقل من 24 ساعة على نشر رسالة بعث بها الملك حسين الى رئيس وزرائه الدكتور عبدالسلام المجالي ندد فيها بالصحف والصحافيين الذين يوجهون انتقادات شديدة للسلطة الوطنية الفلسطينية ويتسببون في تشويه صورة العلاقات الأردنية معها. وهاجم الملك حسين من وصفهم ب "بعض الأقلام الضالة المضللة في بعض صحفنا ودورياتنا يحمل أصحابها على القيادة الفلسطينية ورموزها ومواقفها تجريحاً وتشكيكاً بما قد يوحي بين الحين والآخر لأشقائنا الفلسطينيين بأننا نبطن ما لا نعلن أو اننا لا نحترم قرارنا أو التزاماتنا ... أو ان لنا أكثر من وجه واحد، أو أن لنا أطماعاً أو أسباباً لاضعافهم أو النيل من مواقفهم في أصعب المراحل التي تجتازها قضيتهم ... وكل هذا باطل من أساسه". وقال ان "هذه الاساءات المتكررة والمستمرة لا تخدم سوى أعداء فلسطينوالأردن ومسيرة شعبيهما المشتركة سواء بسواء". ودعا العاهل الأردني الحكومة الى اتخاذ التدابير اللازمة لتقديم مشروع قانون جديد للمطبوعات والنشر بهدف "الردع المباشر لكل من تسول له نفسه التعرض السلبي لعلاقات الأردن مع اشقائه العرب أو النسيج الاجتماعي الرائع الذي يعبر عن مسيرة الأردن عبر سنين النضال والاستقلال والبناء". واعتبر ان قرار محكمة العدل العليا ايقاف العمل بالقانون الموقت للمطبوعات والنشر كان "سابقة خطرة نأمل بألا تتكرر". وشدد العاهل الأردني على أنه يعتبر السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها السيد ياسر عرفات "السلطة الشرعية في الساحة الفلسطينية التي تحظى بدعمنا وتأييدنا ... ونعتبر أيضاً أي مساس بالسلطة الوطنية الفلسطينية وقيادتها هو مساس بنا وبالدولة الأردنية ومؤسساتها". وجاءت تصريحات الملك حسين بعد حملة تعرضت لها السلطة الوطنية الفلسطينية في الصحف الاسبوعية الأردنية على خلفية اغتيال مسؤول الجناح العسكري ل "حركة المقاومة الاسلامية" حماس محيي الدين الشريف.