أكدت مصادر موثوق بها أمس أن العاهل الأردني الملك حسين أبلغ شقيقه ولي عهده الأمير الحسن قراره تنحيته عن ولاية العهد، تمهيداً لاختيار أحد أبنائه الخمسة لخلافته على العرش. وقالت المصادر ل "الحياة" إن العاهل الأردني، الذي لم يلتق الأمير الحسن منذ استقبله الأخير في المطار لدى عودته إلى بلاده الثلثاء الماضي، أبلغه قراره من خلال اثنين من كبار المسؤولين في الدولة مساء أول من أمس. وأكدت ان اعلان الملك حسين ولي عهده الجديد سيأتي "أوائل الأسبوع المقبل". وذكرت المصادر ان رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونة أبلغ قرار الملك الذي كان متوقعاً في ضوء التصريحات الصحافية التي أدلى بها العاهل الأردني أخيراً. ولم تستبعد الأوساط السياسية ان يرافق التغيير في ولاية العهد تغيير حكومي. وكان الملك حسين صرح أول من أمس في مقابلة مع شبكة "سي. ان. ان" التلفزيونية الأميركية بأنه يفكر جدياً في معاودة النظر في الترتيبات الحالية لخلافته على عرش المملكة، ملمحاً إلى أنه قد يقرر استبدال شقيقه الأصغر ولي عهده الحالي كجزء من "المراجعة الشاملة" التي وعد بها الأردنيين قبل أيام. وقال العاهل الأردني، الذي وجه انتقادات غير مباشرة لأداء الأمير الحسن خلال فترة غياب الأول للعلاج في الولاياتالمتحدة، انه لم تكن هناك بدائل متوافرة في عام 1965 عندما اختار الأمير الحسن ولياً للعهد. وان ذلك القرار "لم يكن يعني نهاية المطاف". وأكد ان مسألة خلافته ستحسم "في الوقت المناسب". وأضاف في المقابلة التي سيبث نصها الكامل الاثنين المقبل انه اضطر في حينه إلى تعديل الدستور، الذي كان يحصر الخلافة على العرش بأبناء الملك، ليتمكن من تعيين شقيقه ولياً للعهد. يذكر ان الدستور يتيح للملك حسين اختيار أي من أبنائه الخمسة لخلافته، وهم الأمراء عبدالله وفيصل وعلي وحمزة وهاشم. وكان الأمير عبدالله، وهو أكبر أنجال الملك، في الثالثة من عمره عندما اختار الملك الأمير الحسن ولياً للعهد. وقالت المراجع السياسية إن فترة الشهور الستة التي أمضاها العاهل الأردني في العلاج في الخارج أتاحت له التفكير بعمق في مستقبل الأردن. وذكرت مصادر سياسية أنه أبلغ أحد زواره في واشنطن قبل شهرين أنه غير راضٍ عن اسلوب إدارة شؤون الدولة في غيابه، وينوي اجراء تغييرات واسعة في إطار مراجعة شاملة للأوضاع. مسألة تعديل الدستور وفي لندن قالت مصادر ديبلوماسية عربية ان ولاية العهد مرجحة بين اثنين من أبناء الملك حسين الخمسة، هما الأمير عبدالله البكر والأمير حمزة الرابع. وتوقعت ان يسمي، غداً السبت او الثلثاء على أبعد تقدير، الاول ولي عهده اذا كانت الاوضاع تستدعي حسم المسألة سريعاً، لأن اختياره لا يلزم العاهل الأردني بإجراءات أبرزها دعوة البرلمان الى جلسة طارئة لتعديل الدستور الذي ينص على ان ولاية العهد من نصيب أكبر أبناء الملك. لكنها لم تستبعد ان يدعو الملك غداً البرلمان الى جلسة لتعديل الدستور اذا وقع اختياره على الأمير حمزة ولياً للعهد. وتوقعت ان يلجأ الى تعيين الأمير عبدالله قائداً للجيش. وتوقعت المصادر نفسها ان يجري الملك تغييرات واسعة تبدأ بتعيين رئيس جديد للديوان الملكي ثم بدعوة الحكومة إلى اجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتهي بتغيير الوزارة. واعتبرت ان التغيير الحكومي ليس ملحاً الآن، لأن كل "ارادة ملكية" تحتاج الى توقيع رئيس الحكومة. واشارت مصادر أردنية الى ان الأمير الحسن كان قرر قبل عودة الملك الخروج في اجازة الثلثاء المقبل. وتردد امس انه استأذن شقيقه بالسفر. واستنتجت ان ذلك يعني ان العاهل الأردني توصل الى ترتيب سريع للوضع العائلي.