قطع الرئيس الروسي بوريس يلتسن علاجه وعاد الى الكرملين امس الثلثاء ليعلن "قبوله" استقالة رئيس النيابة العامة يوري سكوراتوف، اثر قرار الأخير تفتيش مكاتب شركة "سيبنفط" التي يملكها الثري اليهودي بوريس بيريزوفسكي الذي شن هجوماً ضارياً على رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف. ولم يقدم الكرملين توضيحات عن استقالة سكوراتوف الذي نقل الى المستشفى بعدما "تعرض الى ضغوط وتأنيب عنيف" بسبب تطاوله على "الأقطاب الكبار"، حسبما أفاد رئيس لجنة الأمن في البرلمان فيكتور ايليوخين. وكانت النيابة العامة بدأت التحقيق في معلومات نشرتها صحيفة "موسكوفسكي كمسمولتس" عن تورط بيريزوفسكي وشركة "سيبنفط" وذراعها الأمنية "اتول" في تسجيل مكالمات أفراد عائلة رئيس الدولة بهدف ابتزازهم لاحقاً. ودهم عدد من ضباط الأمن "المقنعين" صباح أمس، مكاتب الشركة ومنازل عدد من العاملين فيها وصادروا وثائق. ورفض مالك الشركة البليونير بوريس بيريزوفسكي التعليق على الحادث. لكنه قال ان ما يجري "يذكر بالماضي". وكان بيريزوفسكي شن هجوماً ضارياً على بريماكوف واتهمه بپ"إثارة الانقسام" في المجتمع. واجمع المحللون على ان معركة كبرى تجري بين رئيس الحكومة وبيريزوفسكي الذي يريد إطاحة بريماكوف. وأعلن رئيس الوزراء ان العفو عن 90 ألف سجين سوف "يوفر أماكن شاغرة" لإيداع المسؤولين عن الجرائم الاقتصادية السجن. ورد البليونير اليهودي الذي يتولى منصب الأمين العام لمنظمة الكومنولث بأن "دولة يدلي رئيس وزرائها بهذا التصريح لا يمكن ان تعتبر ديموقراطية". واضاف ان بريماكوف يريد ان يسيطر على وسائل الاعلام لتوفير "تغطية ايديولوجية لأعمال تعسفية ينوي القيام بها". ومعروف ان بيريزوفسكي يدير عملياً قناة "او.آر.تي" التلفزيونية بعد خصخصة 49 في المئة من اسهمها. وتتولى هذه القناة ادارة الحملة ضد الحكومة. ورفض المكتب الصحافي للحكومة التعليق على أقوال بيريزوفسكي أو التحريات الجارية في "سيبنفط". ولكن المحللين في موسكو اجمعوا على ان أحداث الأمس يمكن ان تغدو صاعقاً يفجر الوضع السياسي.