تباينت ردود الفعل المحلية والدولية حول نتائج مفاوضات رامبوييه بفرنسا، لجهة مدى انسجام النتائج مع خطة مجموعة الاتصال لتحقيق تسوية سلمية في كوسوفو. وحمّلت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت الصرب مسؤولية عدم التوقيع على اتفاق لحل مشكلة كوسوفو "لأنهم لم يوافقوا على شكل كامل للحكم الذاتي في الاقليم". واعتبر وزير الخارجية البريطاني روبن كوك بأنه "تم تحقيق تقدم في اقامة حكم ذاتي للالبان". وقال وزير الدفاع الفرنسي ألان ريشار ان "الضربات الجوية ضد الصرب لا تزال ممكنة" إلا أنه في الوقت ذاته استبعد احتمال حصول مثل هذه المواجهة. ووصف وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف نتائج مفاوضات رامبوييه بأنها "ايجابية وأبعدت شبح التهديد العسكري الذي لم يكن ضرورياً". واعتبر ان هذه النتائج جاءت "بفضل الأجواء المناسبة التي وفرتها الديبلوماسية الروسية". وفي الجانب الصربي، اعتبر رئيس صربيا ميلان ميلوتينوفيتش الذي رأس وفد بلغراد الى المفاوضات ان "التسوية السلمية لا يمكن أن تتحقق اذا تمسكت دول في مجموعة الاتصال بشرط نشر قوات تابعة للحلف الأطلسي في كوسوفو". وأوضح في تصريح نشرته صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية أمس الاربعاء ان "وجود هذه القوات مرفوض من يوغوسلافيا حتى مع مشاركة قوات روسية فيها". ووصف موقف وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت بأنه "اتسم بالتحيز السافر ضد الصرب". ووجه نائب رئيس حكومة بلغراد فوك دراشكوفيتش انتقاداً شديداً للأميركيين الذين وصفهم بأنهم "المسؤولون عن عدم خروج مفاوضات رامبوييه بتسوية سلمية". وقال: "لم نكن نصدق ان الأميركيين يدعمون المشاريع الاسلامية باقامة البانيا الكبرى". وتلقى المعتدلون من ألبان كوسوفو نتائج المفاوضات بارتياح وأبلغ مسؤول المركز الاعلامي لألبان كوسوفو في بريشتينا "الحياة" ان "الوسطاء الدوليين أظهروا تعاطفاً واضحاً مع قضية ألبان كوسوفو". وتوقع المسؤول الاعلامي الذي يمثل موقف قيادة ابراهيم روغوفا ان يتم التوصل الى اتفاق شامل عندما تتجدد المفاوضات، "بشكل لا يغلق الباب مع الحق الألباني في تقرير المصير".