نفت مصادر الوفدين الصربي والألباني ما "روجته" مجموعة الاتصال الدولية عن حصول تقدم ذي شأن في المفاوضات التي جرت في رامبوييه بفرنسا حتى مساء أول من أمس السبت، فيما أكدت وسائل الاعلام في بلغراد ان الصرب عارضوا التمديد "لأنه لا جدوى فيه". ومن جهة أخرى، وصف مسؤول المركز الاعلامي لألبان كوسوفو موقف الدول الغربية في المفاوضات بأنه "اتسم بعبارات التهديد للصرب وتوجيه الصفعات للألبان". وكان بذلك يعقب في مكالمة هاتفية أجرتها معه "الحياة" في بريشتينا، على تصريح وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الذي أبلغ الألبان قائلاً "اذا لم توقعوا على الوثائق المعروضة فإنه سيكون من الصعب جداً على الحلف الأطلسي أن يتحرك ضد بلغراد". وأوضح المسؤول الاعلامي الألباني ان على الوسطاء الدوليين ان يعلموا ان "الحل سيكون مبتوراً إذا اقتصر التوقيع على الأمور السياسية وبقيت القضايا العسكرية الضامنة لتنفيذها في اطار المساومات اللاحقة مع الجانب الصربي". ونقلت صحيفة "كوخاديتورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا أمس الأحد عن رئيس الوفد الألباني الى مفاوضات رامبوييه هاشم تاتشي، انه تعرض شخصياً الى ضغوط من مختلف الجهات. وقال "بلغت حد تهديدي من قبل الصرب أيضاً بتصفيتي جسدياً إذا لم أوقع على الوثائق السياسية". وأضاف تاتشي وهو من قادة جيش تحرير كوسوفو، انه أكد لكل الأطراف بأنه مع الحل السلمي ولكنه لا يستطيع ان يوقع كل ما يعرض عليه من دون مناقشة خصوصاً بعدما وصلت المفاوضات الى مرحلة حرجة. وفي بلغراد، تناولت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية ما حصل يوم السبت في أروقة رامبوييه واعتبرته "بعيداً عن الأجواء الديبلوماسية. اذ تحولت المناقشات مع الوفدين الى نوع من المرافعات القضائية تخللتها انقسامات في صف ممثلي دول مجموعة الاتصال". ونقلت الصحيفة عن الوفد الصربي انه وافق على الوثيقة السياسية التي تمنح الحكم الذاتي الواسع للاقليم ما يجعل التمديد الذي اعلن عنه "من دون مغزى أو هدف وجيه بالنسبة للصرب الذين سيواصلون رفض كل الضغوط والتهديدات التي تتعمد تغيير موقفهم". وذكرت الصحيفة ان المبعوث الروسي الى المفاوضات الكسندر افدييف قال في اجتماع مجموعة الاتصال الذي عقد بعد ظهر السبت ان "الوثيقة العسكرية وتحديداً خطة ارسال قوات اطلسية الى كوسوفو، لا تمثل موقف مجموعة الاتصال وانما هي فكرة سعى اليها البعض من دون اجماع المجموعة". وأوضح ان مجموعة الاتصال بحثت في اجتماعها الذي عقدته في 29 كانون الثاني يناير الماضي في لندن مسألة الحل السياسي فقط "ولم تتطرق أبداً الى تطبيق المشروع بوسائل عسكرية دولية". وأشارت الصحيفة الى ان رئيس الوفد الصربي رئيس جمهورية صربيا ميلان ميلوتينوفيتش أكد استياءه من أسلوب تعامل الوسيط الأميركي كريستوفر هيل مع الوفد اليوغوسلافي لأنه "ردد بأن لا اتفاق إذا لم يظهر الوفد الصربي استعداده للقبول بنشر قوات لحلف شمال الأطلسي في كوسوفو". ورد عليه ميلوتينوفيتش بالقول ان الصرب حضروا الى رامبوييه "للتباحث حول الحكم الذاتي لسكان الاقليم على أساس خطة مجموعة الاتصال التي لم تتطرق الى مسألة احتلال كوسوفو عسكرياً". وعلقت الصحيفة على ذلك بأن هيل "لم يكن يسعى عبر وعيده وتهديده الى السلام في كوسوفو وانما يبحث عن شكل لاحتلال جزء من الأراضي الصربية وهو بذلك ناقض اتفاق الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش مع …المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك وقرارات مجلس الأمن والعلاقة مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا". وأضافت الصحيفة ان هذا السلوك الأميركي "يستحق كل شجب وادانة لأنه يحل شريعة الغاب محل الشرعية الدولية".