أكدت الولاياتالمتحدة على ضرورة أن يتولى حلف شمال الأطلسي قيادة قوة عسكرية لتنفيذ اتفاق السلام المتوقع في كوسوفو، ولمحت إلى إمكان زيادة مشاركتها فيها، على رغم معارضة روسيا تدخل الحلف ودعوتها إلى احترام سيادة يوغوسلافيا. وقررت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت الحضور إلى رامبوييه لتحض الطرفين على التوصل إلى اتفاق. جاء ذلك في وقت أعلن ناطق رسمي باسم الحركة الوطنية الألبانية في كوسوفو ان الوفد الألباني إلى مفاوضات رامبوييه لن يوقع أي وثيقة ما لم يحصل على ضمانات باجراء استفتاء لتقرير مصير الاقليم بعد الفترة الانتقالية المحددة بثلاث سنوات. وستنتقل أولبرايت الى قصر رامبوييه اليوم "لتلاحظ بنفسها ما آل اليه الوضع" على حد قول كريستوفر هيل لدى تعليله هذه الزيارة. وتريد أولبرايت أيضاً ان تأخذ بزمام الأمور و"تعكف على القضايا الأمنية التي تشغل البان كوسوفو"، كما أكد مسؤول من الخارجية الاميركية طلب عدم الكشف عن هويته الى صحيفة "هيرالد تريبيون". ومن المتوقع ان تنتقل الوزيرة صباح اليوم الى قصر رامبوييه قبل ساعات من الاجتماع الوزاري لمجموعة الاتصال المانياوالولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وروسيا المقرر اجراؤه بعد الظهر. وقبل ذلك من المقرر ان يلتئم الاعضاء الاوروبيون في هذه المجموعة في باريس خلال مأدبة غذاء مع نظرائهم اعضاء الاتحاد الاوروبي المدعوين الى سفارة المانيا التي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الاوروبي. وتهدف كل هذه الاجتماعات الى تقويم أولي للمفاوضات واتخاذ قرار في ما إذا كان من الضروري اضافة مهلة اسبوع اخر لتمكين المفاوضات من التوصل الى نتائج ملموسة. وعلى رغم ان الوسطاء الثلاثة - الاميركي والاوروبي والروسي - أعلنوا عن "تقدم" في المجال السياسي من مشروع الحكم الذاتي في كوسوفو، فإنهم يعترفون بالمقابل ان "خلافات عميقة ما تزال قائمة في شأن بعض الجوانب المهمة من الوثيقة". وشدد كريستوفر هيل امس على انه "لم يتم التوصل الى اتفاق سياسي وانه ما زال هناك شوط كبير لم يقطع بعد". وتصطدم المفاوضات لدى وفد بلغراد بمفهوم الحكم الذاتي الواسع في كوسوفو الذي يراد منه ان يكون أكثر أهمية من الحكم الذاتي الذي يتمتع به هذا الاقليم منذ 1974 وحتى 1989 وكذلك على حضور القوات العسكرية الدولية لضمان تنفيذ الاتفاق. ويستفيد الصرب من دعم الروس في هذين النقطتين. وأضاف ان وفد البان كوسوفو التي يغلب عليه الانفصاليون "يقول هو الآخر إنه لا يريد ان يوقع أي اتفاق ان لم يكن اتفاقا على الاستقلال وليس الحكم الذاتي". ومنذ يومين بات تصلب المسؤولين الصرب واضحا وياتي ردا على تهديدات حلف شمال الاطلسي بالقيام بغارات جوية في حال فشل المفاوضات. وأفادت وسائل الإعلام في بلغراد أن توقيع الوفد الصربي وثيقة المبادئ العشرة التي وضعتها مجموعة الاتصال لتسوية سلمية في كوسوفو يؤكد ان المفاوضات على التفاصيل لم تتم. وفي غضون ذلك، أصدرت وزارة الاعلام الصربية بياناً أمس في بلغراد أشارت فيه إلى قتل 17 صربياً من معارضي الانفصال "بسبب عمليات الارهابيين الألبان خلال الأيام العشرة الأخيرة". وأضاف البيان ان "شرطيين وثلاثة مدنيين صرب خطفهم الارهابيون في الفترة نفسها". وأعرب البيان عن خيبة أمل الصرب من انحياز وسطاء دوليين في رامبوييه إلى جانب الوفد الألباني" وان هذا السلوك سيؤثر سلباً مع فرص نجاح المفاوضات الجارية قرب باريس". ونقلت صحيفة "كوخا ديتورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا عن مصادر أميركية ان الولاياتالمتحدة ستشارك بحوالى 4 آلاف جندي في القوة العسكرية المقترحة لفرض السلام في كوسوفو بقيادة حلف شمال الأطلسي". وأشارت الصحيفة، التي يشارك رئيس تحريرها فيتون سوروي في عضوية وفد التفاوض الألباني في رامبوييه، إلى أن "الرئيس بيل كلينتون يبحث حالياً مع مستشاريه في الشؤون الأمنية والخارجية هذه المشاركة". ونقلت الصحيفة عن الناطق الرسمي باسم الحركة الوطنية لألبان كوسوفو جميل مصطفى ان الوفد الألباني في رامبوييه "لن يقبل بأي حل إذا لم يحدد بوضوح وضع الاقليم خلال الفترة الانتقالية ويضمن اجراء استفتاء على تقرير المصير بعد انتهائها وأن يتم ذلك بوجود قوات لحلف شمال الأطلسي في الاقليم".