عاد التصلب سيّد الموقف في مفاوضات رامبوييه حول السلام في كوسوفو وذلك قبل اقل من 24 ساعة على المهلة الجديدة المحددة لانتهاء المفاوضات بعد ظهر اليوم الثلثاء. وعلى رغم الضغوط المركزة والمستمرة التي يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ونظيرته الاميركية مادلين أولبرايت، بدا أمس ان العراقيل التي حالت حتى الآن دون انهاء المفاوضات، التي بدأت في السادس من شباط فبراير الحالي، لا تزال على حالها. وقال فيدرين عقب لقاء عقده مع اولبرايت في رامبوييه، "إننا مستمرون في العمل الشاق الى حين انتهاء المهلة". ولم يعط تفاصيل حول مضمون لقائه مع اولبرايت، الذي عرضت خلاله الأخيرة حصيلة محادثاتها الصباحية مع اعضاء الوفدين المفاوضين الصربي والألباني. لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن أعلن ان الوفد الألباني لم يوافق بعد على خطة السلام التي تنص على حكم ذاتي موسع في اقليم كوسوفو. وأكد انه بعد الجولات الجديدة من المفاوضات التي اجراها الوسطاء الدوليون الثلاثة، الروسي والالماني وممثل الاتحاد الأوروبي، "لم يعط الوفد الالباني أي موافقة على الشق السياسي لخطة السلام في كوسوفو". وذكر روبين ان موقف الوفد الألباني "يقترب تدريجياً من الموافقة، لكن القضية الاساسية القائمة في هذا الاطار، تتمثل بإصرار الالبان على المطالبة باستفتاء حول استقلال الاقليم في ختام المرحلة الانتقالية المنصوص عليها في الخطة ومدتها 3 سنوات. وتابع ان على الألبان ان يدركوا ان مجموعة الاتصال "ليست في وارد تبني أو إقرار، الاستفتاء حول الاستقلال". وتردد ان الوفد الألباني قد يعدل عن اصراره على الاستفتاء، في حال حصوله على ضمانات اضافية حول الصيغة التي يمكن اعتمادها في ختام السنوات الثلاث التي تعقب تطبيق الحكم الذاتي الموسع. ومعروف ان هذا الموقف الالباني الى جانب الموقف الصربي الرافض لانتشار قوة دولية في اقليم كوسوفو، شكل منذ بدء المفاوضات، العقبتين الاساسيتين التي لم تنجح مختلف الضغوط في تسويتهما. وكان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف صرح في طوكيو امس بأن الوفد الصربي مستعد للتوقيع على الوثائق السياسية لخطة السلام في حين ان الألبان غير مستعدين لذلك. وأشار الى ان روسيا مستعدة للمشاركة في القوة الدولية في كوسوفو "في حال وافقت بلغراد على هذا الانتشار"، و"إذا تلقت روسيا طلباً في هذا الشأن من بلغراد". وأثار تصريح ايفانوف تكهنات حول امكان وجود بوادر تسوية لمسألة انتشار القوة الدولية، عززها نبأ توجه الرئيس الصربي ميلان ميلوتينوفيتش الموجود في رامبوييه الى بلغراد. لكن ميلوتينوفيتش عاد من زيارته الخاطفة للعاصمة الصربية ليعلن ان السلطات اليوغوسلافية لا تزال على موقفها الرافض للانتشار العسكري، وقال: "لا جديد على صعيد موقفنا فنحن غير موافقين على الشق العسكري".