باريس - أ ف ب - شهدت باريس أخيراً ولادة طفل نشأ من تقنية تسمى "التلقيح من دون مني" تمكن العلماء خلالها من التغلب على احدى اصعب مشكلات الانجاب لدى الرجال، وتتمثل في عدم انتاج حيوانات منوية حيامن، وفق ما أكدت مجلة "ذي لانسيت" البريطانية الطبية هذا الاسبوع. ومع ان "التلقيح من دون مني" طبق من قبل عن طريق استخراج حيامن غير ناضجة من الخصيتين، إلا أن ما حققه فريق جان تيساريك من مختبر "ايلو" الباريسي ذهب الى ابعد من ذلك. فقد قام الباحثون في حالة لم تكن فيها الخصيتان قادرتين على تكوين حيامن غير ناضجة، باستخراج الخلايا الاساسية الاولى التي ينبغي ان تتطور منها الحيامن. لكن هذه الخلايا تحتوي على 46 صبغياً كروموزومات، وهو العدد الكامل للصبغيات في خلية الانسان، بدلا من 23 صبغيا في الحيامن التي تتحد مع بويضة الأم التي تحتوي هي الاخرى على 23 صبغياً. ولذلك فإنه لا يمكن استخدامها لتلقيح البويضة. وعليه قام الباحثون بزرع هذه الخلايا في المختبر لانضاجها بفضل الهرمونات بعد يوم واحد لتصبح حيامن تحتوي على نصف صبغيات الخلايا. واستخدم احد هذه الحيامن غير الناضجة لتلقيح بويضة الام وكانت النتيجة جنينا نما في رحمها وولد طفلاً طبيعياً. إلا أن الباحثين نصحوا بمراقبة عن كثب للاطفال الذين يولدون بهذه الطريقة نظرا للفترة القصيرة التي استغرقتها الخلايا لتتحول الى حيامن ناضجة وهي يوم واحد بدلا من 72 يوماً في الطبيعة.