في أيامه الثلاثة الأولى من العرض جلب فيلم جيمس بوند الجديد "العالم لا يكفي" 37 مليوناً و519 ألف دولار وهو بذلك أعلى رقم افتتاح يحققه فيلم من سلسلة بوند في التاريخ. وهو أعلى مما سجله فيلم بوند السابق "الغد لا يموت أبدا" 1997 وهو 25 مليون دولار، وأعلى أيضاً من الفيلم الأسبق "غولدنآي" 1995 الذي حصد حين افتتاحه 26 مليون دولار. هذا هو الفيلم التاسع عشر في السلسلة الرسمية للعميل الشهير، أي بخلاف ثلاثة أفلام تم انتاج اثنين منها قبل الفيلم الأول لبوند، وهو "د. نو" 1962 وواحد عنوة عنها وهو "أبداً لا تقل أبداً" 1973. وهو الثالث الذي يتولى بطولته الممثل بيرس بروسنان، الذي يخلف كلا من شون كونيري، روجر مور، جورج لازنبي فيلم واحد وتيموثي دالتون. واذا ما استمر النجاح المسجل فان امام "العالم لا يكفي" تحدياً رئيسياً وهو ان يتجه بهذا النجاح الى رقم قياسي جديد بالنسبة لبوند على الأقل يتجاوز فيه مبلغ 353 مليون دولار التي سجلت لفيلم "غولدنآي" قبل أربعة أعوام. لكن المنافسة حامية الوطيس هذه الأيام وأعداء بوند كثيرون. وتم اخيراً افتتاح أفلام جديدة عدة مؤهلة لتقلب وضع "العالم وحده لا يكفي" الى شيء من النجاح العابر. في المقدمة مثلاً فيلم أرنولد شوارزنيغر الأخير "نهاية الأيام" فيلمه الأول منذ "الماحي" The Eraser قبل أربع سنوات. الذين شاهدوه قبل عروضه التجارية قالوا انه أضعف ما مثله شوارزنيغر منذ زمن بعيد، لكن هذا لن يعني ان الجمهور لن يحاول التأكد بنفسه على أي حال، وهذا ما قد يضع الفيلم على قمة الايرادات عوضاً عن فيلم بوند. والفيلم الآخر المنافس هو "قصة لعبة2" بصوتي توم هانكس وتيم آلن من بين آخرين. هذا الانتاج الجديد لديزني مؤهل ليكون صاحب الحظ الحقيقي بين كل الأفلام المنافسة، والوحيد الذي ينبذ عنفها ويبتعد عن أجوائها التشويقية الداكنة ليقدم ترفيها يعجب الصغار والكبار على حد سواء. ولا يجب ان ننسى "سليبي هولو". فيلم الرعب الخيالي الجانح الذي أخرجه تيم بيرتون من بطولة جوني دب والذي جمع 30 مليون دولار في أيامه الثالثة الأولى فحل ثانياً بعد "العالم لا يكفي". الأيام القليلة المقبلة تخبرنا اذا ما كان هذا الإقبال الكاسح بدوره هبّة فضولية ام نجاحاً حقيقياً. والذي يعكسه الوضع الحالي أكثر من مجرد أفلام تتنافس بشراسة على تحقيق النجاح في وقت ازدادت تكاليف صنع الأفلام عن أي وقت سابق، بل هو ايضاً صراع النجوم والوجوه الكبيرة ضد بعضها البعض.