تحتفل العاصمة البريطانية لندن هذه الأيام بذكرى مرور نصف قرن على عرض أول فيلم من سلسلة عميل المخابرات البريطانية الشهير جيمس بوند، حيث يتم عرض 50 سيارة من سيارات بوند في متحف السيارات الوطني، بجانب عرض أحدث الأفلام في السلسلة بعنوان «السقوط من السماء». وتأتي هذه الاحتفالات بعد مرور كل هذه الأعوام من ذلك اليوم الذي جرى فيه تقديم الممثل البريطاني شون كونري إلى وسائل الإعلام بأنه أول من يؤدي دور جيمس بوند في فيلم «دكتور نو» الذي عرض عام 1962. ويعتبر كونري أشهر من لعب دور المخبر السري البريطاني. والمعروف أن سلسلة أفلام جيمس بوند تعتبر الأطول في تاريخ السينما، فيما لعب ستة ممثلين دور بوند على مدار 23 رواية وهم شون كونري وجورج لازينبي وروجر مور وتيموثي دالتون وبيرس بوزنان ودانييل جريج. وهو شخصية وهمية خيالية ابتكرها الكاتب البريطاني الراحل السير إيان فليمينج. وخلال حياته كتب فليمنج نحو 14 رواية في سلسلة جيمس بوند المعروف أيضا باسم «دبل زيرو سفن 007». ورغم أن فليمينج توفي في عام 1964، إلا أن شعبية العميل السري ظلت مستمرة بعد أن قامت مؤسسة فليمينج بتكليف بعض المؤلفين لكتابة المزيد من روايات جيمس بوند. وأظهرت وثائق سرية كشف عنها أخيرا جهاز المخابرات البريطانية «إم أي فايف» جوانب مثيرة في عالم المؤامرات الذي ألهم فليمنج بكل ما جسده في رواياته، من الأقلام المتفجرة إلى القنابل البشرية وبالدرجة التي كان فيها عالم جيمس بوند قريبا من الحقيقة، وليس مجرد نتاج الخيال الخصب للكاتب، الذي كان يستخدم شخصيات وأحداث لها أساس حقيقي في الواقع حيث كان خلال سنوات الحرب العالمية الثانية يعمل في مخابرات البحرية البريطانية. وقد استعرض الذين كتبوا سيرة حياته كيف استلهم فليمنج مغامرات بطله المثيرة من تجاربه الشخصية. وقد سمحت المخابرات بالاطلاع على جانب من هذه الوثائق، المحفوظة بالأرشيف الوطني البريطاني، التي تلقي مزيدا من الضوء على القصة الحقيقية لجيمس بوند خاصة الحرب السرية التي دارت حول جبل طارق، والخطة الإيطالية لاستخدام طوربيدات بشرية والتي ألهمت فليمنج في كتابة رواية «كرة الرعد THUNDERBALL» التي تحولت إلى فيلم من أفلام بوند الأولى عام 1965. وفي عام 1993 قرر أحد أبطال أفلام جيمس بوند الممثل البريطاني روجر مور العودة إلى تمثيل شخصية الجاسوس، بعد 15 عاما على اعتزاله التمثيل، حيث كان مشغولا في عمله سفيرا لهيئة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة «اليونيسيف». وكان متحمسا للعودة إلى الشاشة الفضية بعد كل هذه السنين ليقوم ببطولة فيلم جديد لجيمس بوند بعنوان «العدو»، مقتبس عن رواية لديزموند بيجلي. وقال مور لصحيفة ال«ديلي إكسبريس» البريطانية إنه محتاج للتمثيل بين الحين والآخر حتى لا يعتقد الناس أنه قد تقاعد. وقام روجر مور ببطولة أفلام جيمس بوند لفترة 12 عاما بدأها بفيلم «عش ودع الآخر يموت». وفي عام 1985 مثل آخر فيلم له من أفلام بوند بعنوان «منظر للقتل»، فاسحا المجال أمام الممثل تيموثي دالتون ليقوم ببطولة فيلم «رخصة للقتل» قبل أن يأخذ بيرس برايسون زمام الأمور ليصبح بوند الجديد. وفي يوليو 2007، عادت روايات جيمس بوند للظهور من جديد بعد أربعة عقود من الغياب، بعد أن تم اختيار الكاتب البريطاني سيباستيان فاولكس من قبل مؤسسة فلمينج ليكون المؤلف الذي سيضع اسمه على رواية جديدة ضمن السلسلة الشهيرة اسمها «الشيطان قد يهتم DEVIL MAY CARE» وتدور في عدد من أكثر مدن العالم إثارة، وذلك خلال حقبة الحرب الباردة. وتم نشر الكتاب في 28 مايو 2008 وذلك لتواكب الاحتفال بمئوية ميلاد مبتكر شخصية جيمس بوند السير إيان فلمينج .