سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيسان اللبناني والسوري يتبادلان التهنئة بالأعياد ويتشاوران في الأوضاع . صفير يشيد بما حققه لحود في سنته الأولى ويأمل بأن يتدبر لبنان شؤونه من دون وصاية
} حفلت عطلة عيد الميلاد في لبنان بتحركات ومواقف سياسية تناولت قضايا داخلية واقليمية، أبرزها الوضع الاقتصادي واستئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. تبادل رئيس الجمهورية اميل لحود والرئيس السوري حافظ الأسد، في اتصال هاتفي أول من أمس التهانىء والتمنيات لمناسبة الأعياد، وتشاورا في عدد من القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. وكان لحود زار البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير في بكركي صباح السبت الماضي، وعقدا خلوة استمرت نحو 40 دقيقة، وصفت مصادر البطريركية أجواءها بأنها "إيجابية جداً". ثم شارك لحود في قداس الميلاد الذي حضره جمع من النواب والشخصيات والمواطنين. وألقى صفير عظة خلاله رحب في مستهلها برئيس الجمهورية، وخاطبه قائلاً "انقضت سنة وأسابيع على وجودكم في سدّة الرئاسة، ورأيتم كيف رحّب الناس بقدومكم والتفّوا حولكم وأملوا خيراً من وجودكم على رأس السلطة وشعروا انكم أحطتم الرئاسة بهالة من وقار وحاولتم أنتم ومعاونوكم، استئصال شأفة الفساد في الإدارة، وفرض هيبة القانون، واعادة الثقة بمستقبل أفضل بما ناديتم به من مبادىء سليمة في ممارسة السلطة ومنها: الشفافية والصدق في التعاطي والتجرد عن المصلحة الخاصة وايثار الكفاية والاخلاص في إسناد الوظائف العامة ووضع خطة لإعادة المهجرين". وأضاف "الا ان اللبنانيين لا يجهلون أن هناك صعوبات كثيرة لا تزال تعترض سبيلكم لإنهاض الوطن من كبوته منها: الركود الاقتصادي والبطالة المنتشرة التي تحمل الشباب على الهجرة وفقدان الثقة بانفراج أملوه سريعاً يجمع كل أبناء الوطن حوله وحولكم من مبعدين ومخطوفين ومعتقلين، لإعادته الى وضع طبيعي وتمكينه من استعادة كل مقوماته، وهي معروفة وملازمة لكل وطن يطمح الى تدبر شؤونه بذاته بعيداً من أي وصاية". وتابع "هناك استئناف المفاوضات الخاصة بمسيرة السلام التي انطلقت أخيراً، والتي قد تأتي في زعم بعضهم بالأحسن كما بالأسوأ"، سائلاً الله "أن يلهم فخامتكم ومن تسندون اليهم مهمة التفاوض الشاقة، ما فيه ضمان حقوق لبنان وأن يعيد عليكم وعلى جميع اللبنانيين أعياداً حافلة بأسباب الخير والازدهار والسلام". وزار الرئيس لحود، بعد القداس، رئيس الجمهورية شارل الحلو في الكسليك، مهنئاً اياه بالعيد. وعمت الاحتفالات المناطق اللبنانية كافة. وشددت العظات التي ألقاها مطارنة الأبرشيات وكهنة الرعايا على معاني عيد الميلاد والألفية الجديدة، متمنية حلول السلام في لبنان والمنطقة. ودعا متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده الى "تنقية القلوب والصمود أمام التجارب، وقتل الأنا في النفس، ومحبة لبنان حتى يمكن محبة البلدان الأخرى". وأكد "ان الذين يفتعلون المشكلات ويضيعون لبنان هم سلع تباع وتُشرى وتنقل البندقية من كتف الى كتف". وقال "ان كل لبناني هو أخي وان هذه الأرض أرضي، والخطر على لبنان هو في أن يضيع هذا التحديد في بعض العقول، ويضيع الإنسان بين أرضه وأرض سواه"، مشيراً الى "ان الذي لا يستطيع أن يضبط بيته لا يمكنه أن يضبط بلداً، والإنسان الذي لا يستطيع الاتفاق مع أخيه لا يقدر أن يتفق مع الآخرين". وخاطب المصلين "يجب أن نسأل كل انسان من أنت، أنا عندما أسير وأغمض عيني وافتحهما ثانية، أنسى هل كنت ماراً على طريق لبنانية أو غير لبنانية؟ من وضع هذه الأشياء؟. ليس اللبناني، لا تضيّعوا هويتكم، أحبوا بعضكم وأحبوا غيركم، ونحن نريد أن نحب كثيراً كثيراً، ولكن لا يقدر الإنسان أن يحب إذا كان منافقاً". وفي عظة الأحد أمس في بكركي، تمنى البطريرك صفير "ان تنفرج الضائقة الاقتصادية ليتبدد القلق في مجتمعنا وتسوده الطمأنينة والسلام". إعتداء على كنيسة على صعيد آخر، أفادت معلومات أن كنيسة الآباء اللعازاريين في الأشرفية تعرضت ليل أول من أمس، للكسر والخلع على يد مجهولين. وأوضح كاهن الرعية سامي بوشلهوب ان "شعارات طائفية معادية للمسيحية وجدت على مدخل الكنيسة".