طمأن الرئيس اللبناني ميشال سليمان اللبنانيين الى ان «المشكلات السياسية التي نعيشها تسير في اتجاه الحل»، وأكد «أن مصلحة البلد مسؤول عنها رئيس الجمهورية ولا أحد يحدد للرئيس اي ساعة يصوت او لا يصوت، فالدستور يشدد على الوفاق وهذه هي روحيته ورئيس الجمهورية يستكمل المعطيات اللازمة ويقيم الوضع ويعرف متى ينتظر الوفاق ومتى يذهب الى التصويت، وطبعاً لا نستطيع تقييد رئيس الجمهورية بصلاحياته فكل هذا من صلاحياته وعندما يجد الوفاق متاحاً وهو لا يزال متاحاً، لا يذهب الى التصويت». وامل سليمان خلال زيارته بكركي حيث شارك وزوجته وفاء في قداس عيد الميلاد الذي ترأسه البطريرك الماروني نصرالله صفير وعاونه فيه المطران رولان ابو جودة والمونسيور يوسف طوق ولفيف من الكهنة، في ان تكون السنة المقبلة 2011 «سنة خير واستقرار أمني على لبنان وتمتين الوحدة الوطنية وسنة نمو وازدهار اقتصادي». وحضر القداس وزراء الدفاع الياس المر والداخلية زياد بارود والعدل ابراهيم نجار والشؤون الاجتماعية سليم الصايغ والسياحة فادي عبود والدولة منى عفيش، ونواب وشخصيات سياسية وفاعليات. ووصل سليمان في الثامنة والنصف صباحاً الى بكركي واستقبله صفير وعقدا خلوة في مكتب البطريرك لمدة نصف ساعة ثم توجه سليمان الى الكنيسة الخارجية وتحدث الى الصحافيين. وسئل عن فحوى اتصال تردد انه جرى بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد، فأجاب: «نتحدث في المواضيع التي تهم لبنان وسورية والمواضيع المشتركة بين البلدين، ولكن لم يحصل اتصال بيننا في الأيام الماضية القليلة، إنما آخر اتصال حصل منذ اسبوعين تقريباً». وعما اذا كان الوضع الحكومي سيشهد ولادة جديدة او تفعيلاً لعمله، أكد أن «سنة 2011 ستكون إطلاق ورشة لعمل المؤسسات والوزارات وإدارات الدولة». ولفت الى ان موضوع اللبنانيين الفارين الى اسرائيل «قيد المعالجة ونأمل في أن نجد له حلاً في أقرب وقت». وأكد أن «المبادرة في شأن الأزمة الداخلية موجودة والجميع يعرف انه عقدت قمة في القصر الجمهوري ضمت الملك السعودي والرئيس السوري ورئيس جمهورية لبنان وكانت للتفاهم على تدارك كل ما يمكن ان يؤذي لبنان ويضر بوحدته الوطنية، وانضم اليها رئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي، والموضوع يتجه نحو توافق وطني وان شاء الله تكون الأمور بخير». عظة صفير ورحب البطريرك صفير في العظة التي ألقاها «بالرئيس في هذه البطريركية التي هي بيت الموارنة في وجه خاص، وبيت اللبنانيين عموماً»، وأمل في ان «يقيض لفخامتكم ان توحدوا هذا الوطن على اختلاف نزعات ابنائه ليبقى، بفضل جهودكم وتوجيهاتكم الحكيمة، وطن التعايش الموحد بين المسيحيين والمسلمين، ووطن الإلفة والمحبة والسلام». وتحدث عن معاني العيد وحض اللبنانيين «على ترسيخ أقدامنا في أرض لبنان، وان نعيش فيه كما عاش من سبقنا اليه من آباء وأجداد، على رغم قسوة العيش فيه، وشح الارض بما تجود به على ابنائها من خيور، وما من أحد يجهل ما يمر به وطننا اليوم والامس القريب والبعيد من صعوبات، وقد امتزجت تربته بدماء من سقط على أرضه من أبنائه الأعزاء». وخاطب سليمان قائلاً: «انكم تبذلون، وصحبكم الكرام، الغالي والرخيص في سبيل بلوغ سفينة الوطن ميناء الامان، وإنا نواكبكم بصلاتنا الى الله ليكلل مساعيكم الخيرة بالنجاح على رغم كل المعوقات، وهي كثيرة وشاقة، ونأمل في ان يحقق الله امانيكم في توحيد جميع فئات ابناء الوطن، وان يعيد على فخامتكم، وعلى اللبنانيين أجمعين أمثال هذا العيد، وفخامتكم على أحسن حال، واللبنانيون، بتوجهكم الحكيم، متضامنون في وجه المصاعب، وعازمون على إنقاذ بلدهم مما يتربص به من ويلات». واستقبل صفير والى جانبه الرئيس سليمان المهنئين بالعيد، وتوجه الرئيس اللبناني لاحقاً الى دارته في عمشيت حيث استقبل المهنئين بالعيد من شخصيات سياسية واجتماعية وعسكرية وشعبية. جنبلاط وجعجع وزار بكركي رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط الذي اكتفى بالقول بعد الزيارة انه مرتاح للأوضاع. وردت عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية ستريدا جعحع بعد لقائها البطريرك صفير، يرافقها النائب ايلي كيروز، على كلام للنائب جنبلاط كان ادلى به عن ان المسيحيين «لا يريدون السياسيين المعتدلين بل أمثال امين الجميل وسمير جعجع وبشير الجميل»، فسألت: «هل الاعتدال موجود في تصرف وليد بك في السنوات الخمس الماضية، منذ عام 2005 حتى اليوم؟ فإذا كان هذا هو الاعتدال بالنسبة الى وليد بك فهو بالتأكيد ليس اعتدالاً بالنسبة الينا، ثانياً، نحن في الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية اخذنا قراراً بعدم الرد على وليد بك احتراماً للطائفة الدرزية الكريمة».