أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود ان "بكركي برعاية سيدها ستبقى صرحاً وطنياً توحيدياً بعيداً عن السياسات الضيقة وفي خدمة جميع اللبنانيين أياً تكن طوائفهم". كلام رئيس الجمهورية دوّنه شخصياً في سجل بكركي التي زارها، أول من أمس، مهنئاً بعيد الميلاد، ووصلها في سيارته الخاصة من دون مواكبة، واجتمع الى البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير لمدة نصف ساعة وهو اللقاء الأول بينهما منذ انتخاب لحود رئيساً للجمهورية، ثم انتقلا الى كنيسة بكركي لحضور قداس الميلاد. وألقى صفير عظة استهلها بالترحيب بالرئيس لحود الذي حمل الى سدة الرئاسة "ما أثر عنكم من نشاط دائب وكف نظيف وقصد مستقيم وتعال عن المصلحة الخاصة وتفضيل للعمل المؤسساتي، فيبقى ان تمكنكم الظروف الصعبة وهي كثيرة من تذليل العقبات التي حالت حتى الآن دون قيام الدولة التي يتوق اليها اللبنانيون بكل جوارحهم دولة القانون والعدالة واحترام حقوق الإنسان والقرار الحر وأنا معكم ومن أجلكم ومن أجل لبنان نصلي لتحقيق هذه الأمنية". وقال "عيد الميلاد هو عيد الأمل بمستقبل أفضل، لكن الأنانية وحب الذات يخنقان في النفوس كل أمل واعد وطغيان المصلحة الخاصة على المصلحة العامة يفجع الناس بحقوقهم ومستقبلهم، وعيد الميلاد هو التضامن الإنساني. ونرى أن تمزق الصفوف والشرذمة في الوطن الواحد يعوقان مسيرة التقدم والازدهار"، وأكد أن عيد الميلاد هو عيد السلام الذي يترآى لنا من بعيد كأنه آتٍ ثم لا يلبث أن يبتعد حتى ليكاد يبدو أنه ميئوس منه، ولكن المؤمنين لا ييئسون. وزار أمس، رئيس الحكومة سليم الحص بكركي مهنئاً بالعيد، وأكد "ان ثوابت البطريرك صفير هي ثوابت الحكومة". وقال الحص بعد خلوة مع صفير استمرت ربع ساعة أنه "بحث معه هواجسه عن الحريات والوضع المعيشي، وهناك التزام كامل من الدولة بالحريات". وعن تقويمه للوضع في الجنوب قال "نشهد الكثير من المناورات الإسرائيلية وخلفية بعضها نابع من المشكلات في الداخل الإسرائيلي، وللأسف الشديد يعبر عن هذه الخلافات على حساب لبنان، ولكننا يقظون وحذرون ونراقب الوضع ونتتبعه ونحن على استعداد للقيام بما يتوجب علينا القيام به في حال تعرض لبنان وشعبه الى أي اعتداء". والتقى صفير القائم بالأعمال الأميركي في لبنان ديفيد هايل وعقدا خلوة استمرت نصف ساعة اكتفى بعدها هايل بالقول "ان الزيارة هي لتهنئة البطريرك بالميلاد وكانت مناسبة للبحث في المواضيع كافة وخصوصاً الوضع الجنوبي الذي يميل الى الهدوء". وتلقى صفير اتصالاً هاتفياً من رئيس الكتلة الوطنية العميد ريمون اده. الى ذلك، أعرب هاني سلام عن تأييده "المطلق" لعهد الرئيس لحود. ووصف في تصريح له "الإجراءات التي اتخذتها الحكومة حتى الآن بأنها نقلة نوعية جريئةً، وأشار الى أن الحكومة "بصدد رسم الحلول والمعالجات للتركة الماضية بحيث ستظهر انفراجات اقتصادية سليمة في المراحل المقبلة". وحمل سلام على "التصريحات اللامسؤولة التي أدلى بها أخيراً الرئيس رفيق الحريري". وقال "إن النهج التغييري الذي يعتمده الرئيس لحود والثقة الكبيرة التي قوبل بها والشفافية التي برزت في أداء الحكومة من شأنها أن تدعم الوجود الاستثماري في لبنان". وأعلن أنه "بصدد تهيئة أوضاعنا لنقل أعمالنا ومكتبنا الرئيسي الى بيروت في غضون الشهرين المقبلين". وأخذ "على الذين بكروا في اشهار معارضتهم للعهد". ونصح "المعارضين لا سيما المخلصين منهم أن يعطوا العهد فرصة لتجربته". وكانت الدعوات ترددت في عظات عيد الميلاد لدعم مسيرة الدولة وتحرير الجنوب