تباينت وجهات نظر مسؤولين ومحللين روس حول معلومات شيراك احتمال تنازل موسكولواشنطن في قضايا جوهرية مقابل اطلاق يدها في الشيشان. فيما تستعد القوات الروسية لدخول ثالث مدينة شيشانية. واعتبر وزير الداخلية ان قمة اسطنبول لم تؤثر في تحركات الجيش. وفنّد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف أنباء تناقلتها وسائل الاعلام عن استعداد موسكو لتغيير موقفها من قضية العراق في مجلس الأمن مقابل ان تخفض واشنطن ضغطها عليها لوقف عملياتها العسكرية في الشيشان. وأكد وزير الداخلية فلاديمير روشايلو ان لا تأثير لقمة اسطنبول في تحركات الجيش الروسي. وقال ايفانوف في مؤتمر صحافي في اسطنبول ان "روسيا لا تتاجر بمصالحها. وأضاف انه بحث مع مادلين اولبرايت في 18 تشرين الثاني الجاري مشروع قرار تسعى موسكو الى تقديمه الى مجلس الأمن يسمح برفع العقوبات عن العراق، ومن جهته، ويساعد على فرض الرقابة الدولية الفعالة عليه من جهة اخرى. ونفى ان تكون أحداث شمال القوقاز "اقحمت في موضوع القرار الدولي واستبعد امكان ان تتصرف روسيا بتأثير أي ضغط خارجي. ومن جهته نفى روشايلو وجود أي تأثير للقمة في تحركات القوات الروسية في الشيشان اعبر مفتي الشيشان أحمد قادر بديلاً جيداً في مرحلة الاعداد للحل السياسي مع الشيشانيين، فيما تستعد القوات الروسية لدخول مدينة ارغون. وقال روشايلو امس الجمعة ان اعمال قمة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية لم تؤثر سلباً في معنويات الجيش في الشيشان "بفضل الموقف الصلب الذي تمسك به الرئيس يلتسن في اسطنبول، وأضاف ان العمليات العسكرية والأمنية تسير حسب الخطة الموضوعة حتى "نهايتها المنطقية". وتابع ان موسكو ليست في حاجة الى وسيط لحل القضية الشيشانية وانها بدأت تجري حواراً مع شخصيات شيشانية معتدلة في مقدمهم المفتي قادر، المناوئ لأصلان مسخادوف والعدو اللدود للقادة الشيشانيين الراديكاليين. وعلى الصعيد الميداني عقدت في سياق البحث عن حل سياسي في الشيشان امس مفاوضات بين القيادة العسكرية الروسية و"أعيان" مدينة ارغون ثالث أكبر مدينة في الشيشان تمهيداً لدخول القوات الروسية اليها "سلمياً" كما حدث في مدينة غوديرميه. على الصعيد نفسه رجح مدير "معهد السلام" التابع لكلية الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية الكسندر كيسلوف في حديثه الى "الحياة" ان يكون هناك "تفاهم معين بين موسكووواشنطن على تخفيض حدة الخلافات بينهما في قضايا اقليمية منها مسألة العراق ويوغوسلافيا. وهذا يعني تليين "المواقف الروسية تجاهها مقابل امتناع الإدارة الاميركية عن ممارسة ضغوط زائدة على موسكو في قضية الشيشان وفضائح تهريب الأموال من روسيا وتنظيفها في الخارج".