كشفت مصادر أفغانية مطلعة ل"الحياة" في باكستان أمس عن معلومات مفادها ان أسامة بن لادن ارسل معاونين إلى الشيشان ليدرسوا احتمال انتقاله للاقامة هناك، لا بهدف تجنيب أفغانستان الحظر الاقتصادي المفروض عليها فحسب، بل للابتعاد عن الحملة الدولية لمطاردته والقيود التي وضعتها "طالبان" على تحركاته. ويأتي ذلك في وقت اشتدت الحملة لمطاردة معاوني ابن لادن. وكانت آخر تطوراتها اعتقال السلطات الباكستانية جزائرياً قادماً من افغانستان. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين في الاستخبارات الباكستانية انها وضعت في حال تأهب لتعقب عربي آخر يشتبه في علاقته بابن لادن0 وطاولت حال التأهب مطارات البلاد وموانئها ومنافذ الخروج. ويعتقد ان العربي المطلوب هو من رفاق الاردني خليل الديك الذي تم ترحيله الى الاردن الخميس0 وبعد الاعتقالات التي طاولت "معاوني" ابن لادن في الاردن، اعلنت كندا محاكمة 11 شخصا متهمين بسرقات "لتمويل شبكات للمتشددين الاسلاميين" و "منظمات ارهابية" في دول اوروبية. باكستان وفي باكستان، ابلغت مصادر مطلعة "الحياة" امس أن سبعة من "الأفغان العرب" التابعين لابن لادن سبقوه إلى الشيشان قبل أسابيع و ذلك من أجل التمهيد لتوجهه إلى هناك. و أشارت المصادر إلى وجود عدد من العرب المناصرين له في الشيشان من الذين قاتلوا معه في أفغانستان أيام الجهاد الأفغاني. وفي مقدم هؤلاء الأردني "خطاب" الذي كان يحمل جواز سفر خليجيا والمتزوج من شيشانية ويوصف بأنه الساعد الأيمن للقائد الشيشاني المعروف شامل باساييف. وتواصل واشنطن ممارسة الضعوط على عدد من الدول من أجل التعاون في التضييق على المتهمين بالعلاقة مع ابن لادن. وابلغت مصادر معنية في بيشاور "الحياة" أمس أن شاباً جزائرياً يحمل جواز سفر إيطاليا باسم سلوسو إيمان اعتقل في معبر طورخم على الحدود الأفغانية - الباكستانية. وتحقق السلطات الباكستانية معه لمعرفة مدى علاقته بابن لادن. اميركا واعتقلت السلطات الاميركية جزائرياً يبلغ من العمر 32 عاماً حاول دخول الولاياتالمتحدة قادماً من كندا وفي حوزته مواد تستخدم في صنع قنابل، من ضمنها اجهزة توقيت ونيتروغليسيرين واكثر من 50 كيلوغراماً من الكبريتات، وهي مادة كيماوية ذات قدرة تفجيرية. وعزز ذلك المخاوف في واشنطن من احتمال ان يكون متطرفون على صلة بابن لادن يخططون لتنفيذ هجمات ارهابية خلال الاحتفالات الكبيرة برأس السنة في الولاياتالمتحدة. واُعتقل الشاب الجزائري، ويدعى احمد رسام، في بورت انجليس في ولاية واشنطن اثر وصوله على متن عبارة للسيارات من فانكوفر في ولاية كولومبيا البريطانية في كندا. وبدا التوتر على الشاب الذي كان يحمل وثائق مزيفة باسم "بيني انطوان نوريس"، عندما استجوبه موظفو الجمارك الاميركيون. واُلقي القبض عليه بعد مطاردة قصيرة. وتولى التحقيق مع رسام مكتب التحقيق الفيدرالي "إف بي آي" ووكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي"، بغية كشف شركاء محتملين له ولمعرفة مدى ارتباطه بشبكة عالمية تضم نشطاء يتلقون التمويل والتوجيه من ابن لادن. وكان رسام مطلوباً في كنداً لارتباطه بعصابة لسرقة السيارات في ولاية كيبيك. وكان 11 من افراد العصابة اُعتقلوا في وقت سابق الشهر الجاري، ويعتقد بأنهم كانوا ينفذون انشطة اجرامية متنوعة بهدف توفير اموال لتنظيمات اسلامية متطرفة. ومما اثار قلق المحققين الاميركيين ان اربعة صناديق سوداء كانت في حيازة رسام، احتوى كل منها على لوح دائرة كهربائية وبطارية 9 فولت مربوطة بساعة يد رقمية من نوع "كاسيو". ونقلت صحف اميركية عن بعض الخبراء قولهم ان هذه طريقة يستخدمها اعضاء منظمة "القاعدة" التي يتزعمها ابن لادن. وكان رسام دخل الى الولاياتالمتحدة في 7 شباط فبراير الماضي على متن رحلة من سيول الى لوس انجليس. وكان لديه حجز في فندق في مدينة سياتل حتى الاربعاء المقبل، عندما كان يفترض ان يغادر جواً الى نيويورك عبر شيكاغو. وتضمنت ترتيبات الحجز الخاصة به التحويل بسرعة الى رحلة للخطوط الجوية البريطانية الى لندن.