توقعت مصادر مطلعة على ملف اسامة بن لادن ان ترفع عنه حركة "طالبان" الافغانية الحظر الذي كانت فرضته عليه قبل اشهر حين منعته من لقاء رجال الاعلام واصدار البيانات بغية تفادي العقوبات الاقتصادية التي لوّحت بها واشنطن ضد الحركة. وكان الحظر بدأ اواخر العام الماضي لكن واشنطن لم تعتبره كافياً، وأصّرت على ضرورة تسليم ابن لادن لمحاكمته للاشتباه في ضلوعه بنسف السفارتين الاميركيتين في افريقيا في آب اغسطس العام الماضي، وهو امر ينفيه ابن لادن. واضافت هذه المصادر التي كانت تتحدث الى "الحياة" في باكستان بعد عودتها من افغانستان ان فرض مجلس الامن هذا الشهر العقوبات على "طالبان" ستكون تداعياته "وخيمة" على اميركا والغرب. وقالت ان ذلك سيدفع "طالبان" الى التشدد، وربما السماح لابن لادن بالتمتع بحرية الحديث والتعبير ولقاء الصحافة. واعتبرت ان ابن لادن ورقة في يد "طالبان" التي يمكنها الاستفادة منه في اي مواجهة مع الغرب واميركا تحديداً. ورأى مراقبون سياسيون ان الحركة تسعى - قبل ان تسمح لابن لادن بحرية الحركة - الى ترتيب الاوضاع الداخلية في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. واشاروا الى تحركات "طالبان" تجاه ايرانوباكستان، لافتين الى تحرير كثير من البضائع الافغانية المحتجزة منذ فترة في كراتشي، الامر الذي عنى تأمينها جبهة اسلام آباد. وفي هذا الاطار عُلم ان ايران فتحت حدودها مع حركة "طالبان" الافغانية بعد لقاء لمسؤولي البلدين على الحدود توّج بقيادة المسؤول الايراني رضا مهدي قافلة للشاحنات الايرانية المحمّلة بالقمح والزيت والمواد الاساسية الاخرى في اتجاه افغانستان. وتوقع بعض المصادر ان يُعاد فتح القنصلية الايرانية في هيرات. في غضون ذلك، توعد احد قادة المعارضة الافغانية حاكم ولاية ننجرهار سابقاً حاج عبدالقدير خان بمحاكمة ابن لادن في افغانستان في حال سقط في ايدي المعارضة. واضاف عبدالقدير في تصريحات صحافية من افغانستان ان المحاكمة - اذا حصلت - ستكون بمباركة الاممالمتحدة والعالمين الغربي والاسلامي. ونفى عبدالقدير ان يكون علماء المعارضة الافغانية صادقوا على الفتوى التي اصدرها بعض علماء تخار شمال افغانستان غير المشهورين والمتعلقة بإهدار دم ابن لادن بسبب تسببه في "المصاعب" وإطالة أمد الحرب في افغانستان من خلال دعمه لحركة "طالبان" التي تعتبره "ضيفها". من جهة اخرى، رأى وزير خارجية باكستان عبدالستار ان العقوبات الاقتصادية المفروضة على نظام "طالبان" ستؤثر على باكستان كون الاخيرة تتشاطر وافغانستان 2500 كلم من المناطق الحدودية في 1.2 مليون مهاجر افغاني في باكستان. واتهم الوزير الباكستاني الدول الغربية والاممالمتحدة بمغادرة افغانستان بعد العام 1989 الامر الذي "أجبر باكستان على تحمّل العبء الافغاني لوحدها".