حدد الرئيس السوداني عمر البشير منتصف السنة المقبلة موعداً للدعوة الى انتخابات برلمانية لاختيار اعضاء جدد في المجلس الوطني البرلمان السوداني الذي حله الأحد الماضي راجع صفحة 5. وكان البشير أعلن أيضاً حال الطوارئ ضمن قرارات استهدفت إبعاد رئيس البرلمان الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم الدكتور حسن الترابي. واجتمع البشير مساء أول من أمس مع اعضاء البرلمان للمرة الأولى منذ بدء الخلاف بينه وبين المجلس الوطني قبل نحو شهر في شأن تعديل الدستور. وجدد البشير انتقاداته للترابي خلال اجتماعه مع النواب، اذ قال: "ان الترابي كان يعمل على اضاعة هيبة الدولة والتدخل في اختصاصاتها ... وأخذ البيعة ... وأرجو من الفقهاء ورجال الدين الاجابة عن سؤال: هل تجوز البيعة لشخصين". وأشاد الرئيس السوداني خلال اللقاء بدور اعضاء المجلس ووطنيتهم ومناقشاتهم، وتمنى عودتهم الى المجلس الجديد حين تدعو لجنة الانتخابات الشعب لاختيار ممثليه الى المجلس الوطني منتصف السنة المقبلة. وفي مقابل ذلك، علمت "الحياة" ان الدكتور الترابي دعا اعضاء البرلمان الى اجتماع يعقد اليوم في مكتبه في مقر حزب المؤتمر الوطني لعرض الأوضاع الدستورية ومناقشة نتائج عمل لجنة الوساطة التي اجتمعت اخيراً مع البشير. من جهة اخرى، وصل الى الخرطوم امس وفد من منظمة "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد المكلفة التوسط لإيجاد حل لمشكلة الحرب في السودان. وسيدعو الوفد الحكومة السودانية الى جولة جديدة من المفاوضات تعقد في نيروبي مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يتزعمها العقيد جون قرنق. "الاتحادي" وإصلاح الحزب وفي اطار الأزمة التي تشهدها احزاب "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض، توسعت دائرة الانتقادات داخل الحزب الاتحادي الديموقراطي لزعيم الحزب رئيس "التجمع" السيد محمد عثمان الميرغني. واتهم عدد من قادة الحزب الميرغني بالتفرد في اصدار القرارات "ما ادى الى اضعاف الحزب داخلياً واثر سلباً في المعارضة السودانية". وجاء ذلك في بيان اصدرته "الحركة من اجل الاصلاح والتنظيم" في القاهرة امس تحت عنوان "بيان التاسع من ديسمبر" وهو موعد اول اجتماعاتها في احد فنادق القاهرة، الذي تم خلاله الاتفاق على خطة للتحرك لاصلاح الحزب الاتحادي. وتضم هذه الحركة من المعارضين السودانيين المقيمين في القاهرة كلاً من توفيق البيومي وفاروق أحمد آدم وميرغني عبدالرحمن وعلي ابو سن. وعلمت "الحياة" انه جرت مشاورات مع احمد الميرغني، شقيق محمد عثمان الميرغني في شأن البيان. كما علمت "الحياة" انه تم تسليم صورة من البيان، الذي جاء في 6 صفحات، الى وزارة الخارجية المصرية، وجرى تسليم صورة منه الى سفارات الدول العربية في القاهرة المعنية بالقضية السودانية. وجاء في البيان انه "آن الأوان لانتشال حزبنا من مصير الضياع"، مشيراً الى ان تلك الحركة ليست موجهة ضد اي شخص. وأشار الى "مظاهر الخلل والقصور واضطراب الرؤية والتناقض في المواقف والقرارات وواقع الاحباط والتشرذم الذي تعايشه قيادات وقواعد الحزب".