قالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الاطراف المعنية بالمسار السوري - الاسرائىلي تبحث في ان تكون ولاية فرجينيا احد الاماكن المقترحة لاستضافة المفاوضات بعد استئنافها في ضوء تقويم دمشق وتل ابيب للقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك ووزير الخارجية السيد فاروق الشرع غداً في واشنطن. وأوضحت المصادر ان دمشق لا تفضل منتجع "واي بلانتيشن" لانه شهد توقيع اتفاق "واي ريفر" بين الفلسطينيين واسرائيل الذي تنتقده دمشق بشدة، مع ان السوريين والاسرائيليين اجتمعوا في "واي بلانتيشن" عامي 1995 و1996. وزادت ان واشنطن اقترحت احد منتجعات فرجينيا القريبة من واشنطن كمكان للمفاوضات "لأنه يوفر فرصة ابتعاد المتفاوضين عن وسائل الاعلام للتركيز على جوهر المسائل المطروحة". وبعدما نوهت المصادر بدورالعاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين في نقل الرسائل بين السوريين وكل من الاميركيين والاسرائىليين، أوضحت ان الجانب السوري يفضل استمرار المفاوضات في واشنطن لاسباب عدة منها: "تأكيد التزام الجانب الاميركي ما تحقق في مفاوضات واي بلانتيشن، لان دمشق تريد وجود الشاهد الاميركي في كل مراحل التفاوض ودوراً فاعلاً في العملية خصوصاً من الرئيس بيل كلينتون الذي لعب دوراً في استئناف المفاوضات". واضافت ان "وديعة" رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين بالانسحاب من الجولان الى ما وراء خطوط 4 حزيران يونيو عام 1967 "جرت عبر الوسيط الاميركي والرئيس كلينتون شخصياً، الامر الذي يعطي اهمية اضافية الى الدور الاميركي في المحادثات". وأشار مراقبون الى وجود ثلاثة اسباب اخرى يتعلق الاول برغبة سورية بتطوير العلاقات الثنائية مع الولاياتالمتحدة في المجالين السياسي والاقتصادي ورفع اسم سورية عن اللائحة الاميركية للدول الداعمة ل"الارهاب". ويتعلق الثاني ب"اهمية الزخم الاعلامي" والاهتمام الدولي بالاتفاق السلمي المتوقع بين سورية واسرائىل، مما يعطي دعماً دولياً له. وثالثاً لأن الاطراف المعنية بالمسار السوري لا تريد اعطاء اهمية كبرى للدور الاقليمي الاردني على حساب الدور المصري وتكريس الجمود السوري - المصري الذي اذابت معظم جليده زيارة وزير الخارجية عمرو موسى ونقله رسالة من الرئيس حسني مبارك الى الرئيس حافظ الاسد. ويتوقع ان يتفق الشرع وباراك على مبادئ التسوية بعد حسم موضوع الارض والترتيبات الامنية، على ان يخوض الوفدان في تفاصيل هذه المبادئ لاحقاً.