سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحياة" تنشر سر "الوديعة" وتثير عاصفة سياسية من الردود في اسرائيل ... وواشنطن تعلّق ولا تعلق كلينتون وكريستوفر وروس "فاجأوا" بيريز ب"التزام رابين" فتبناه وأبلغ الجنرالات
رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحق رابين "الوديعة" للاميركيين ومنهم الى السوريين سلم على مرحلتين: الاولى في آب اغسطس 1993 وكانت التزاماً بالانسحاب الكامل من الجولان، والثانية في تموز يوليو 1994 وكانت تحديداً بأن "الكامل" يعني الى ما وراء خطوط الرابع من حزيران يونيو 67. ولكنه لم يبلغ وزير خارجيته آنذاك شمعون بيريز بالأمر، فلما قتل رابين اضطر الأميركيون الى القيام بالمهمة. هذا ما تؤكده هذه الحلقة الثالثة والاخيرة من التحقيق الذي اجري لتقصي حقيقة "الوديعة" والواضح ان المعطيات التي ترد فيه شرعت تثير عاصفة سياسية في اسرائيل التي حفلت صحفها، بالامس وقبله، بالتصريحات والتعليقات التي تنفي هذه الوقائع. بيريز ينكر، والسفير الاسبق ايتامار رابينوفيتش يكرر في مقال ما كان قاله في تصريح، والمعلّق شمعون شيفر يحاول ان يشرح. راجع ص10 غير ان المعلومات تقول ان الرئيس الاميركي بيل كلينتون ابلغ بيريز يوم جنازة رابين ان "الوديعة" في جيبه. وانتقل المنسق الاميركي دنيس روس الى اسرائيل من اجل سدّ هذه الثغرة في معلومات بيريز ثم توجه بعد ذلك في 5 كانون الاول ديسمبر الى دمشق لإطلاع رئيسها حافظ الأسد على ان بيريز بات على علم وانه، بدوره، ابلغ الجنرالين آمنون شاحاك وداني ياتوم بالأمر. بعد أقل من اسبوع اتصل كلينتون بالاسد ليبلغه حصيلة اجتماعه مع بيريز لجهة تبني الثاني "وديعة رابين". ولم تمض ايام حتى كان وزير الخارجية الاميركي وارن كريستوفر في دمشق لطمأنة الاسد بأن بيريز "اكد، في لقائه معنا، الرئيس كلينتون وانا، التزام الانسحاب الكامل الذي أودعه رئيس الوزراء رابين جيبنا. انه يلتزم الانسحاب الكامل الى خط 4 حزيران 1967…". عدّل بيريز في الشروط التي كان وضعها رابين كمطالب مقابل الانسحاب الكامل، واضفى عليها طابعاً اقتصادياً. واستمرت المفاوضات بعد ذلك الى ان جاء اغتيال "المهندس" يحيى عياش الذي اطلق ردود فعل ثم كان غزو لبنان ومجزرة قانا بعد تقريب موعد الانتخابات الاسرائيلية وانهيار المفاوضات. واذا كان بيريز تساءل امس عن سر "عدم اغتنام الاسد المناسبة" بعد موافقة اسرائيل على الانسحاب الكامل فان ذلك لا يدعم النفي الذي يورده لأن الخلاف، كما هو معروف، استمر حول "حزمة الشروط" التري تريدها اسرائيل مقابل الانسحاب الكامل. وتشير ردود الفعل الاسرائيلية الصاخبة الى وجود رغبة في الايحاء بأن رئيس الوزراء الحالي ايهود باراك يريد إضاعة الوديعة التي انتقلت من رابين الى الاميركيين الى السوريين الى بيريز قبل ان يجمّدها بنيامين نتانياهو. غير ان الأخير لم يكن يقدم نفسه "تلميذاً" لرابين ووريثاً له. من جهة اخرى، رفضت الادارة الاميركية التعليق على ما تنشره "الحياة"، وقال مسؤول في وزارة الخارجية ان الادارة لا تكشف عن محادثاتها مع الاطراف المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط وبالتالي مع الجانبين السوري والاسرائيلي. وأضاف "ان مبدأين وجها نشاطاتنا في هذا المجال، الأول: لا اتفاق قبل الاتفاق على كل شيء. ولم تحصل اتفاقات في هذا المجال. والثاني: ننقل من طرف الى آخر ما نحن مخولون بنقله فقط".