قال وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف ان الموقف الروسي من رفع العقوبات عن العراق "لم يتغير لا بالزيادة ولا بالنقصان"، لكنه أشار الى وجود "خلافات حادة بين الصين وفرنسا وروسيا من جهة، وبريطانيا والولايات المتحدة من جهة ثانية". وأنهى الصحاف امس زيارة رسمية لتونس استمرت ثلاثة أيام استقبله خلالها الرئيس زين العابدين بن علي وأجرى جولتي محادثات مع نظيره حبيب بن يحيى. وأفاد الصحاف في تصريحات أدلى بها في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس انه سلم الحكومة التونسية "الوثائق والأوراق التي تشرح جميع جوانب العلاقة بين العراق والأمم المتحدة، "ونحن نترك لهم ما تبقى لأنه راجع لقرارهم". إلا أنه أشار الى ان العراق يعلق آمالاً على انضمام تونس مطلع العام المقبل الى مجلس الأمن بوصفها عضواً غير دائم. وأكد ان لقاء القاهرة الأخير بين الرئيسين مبارك وبن علي والذي دعا الى مؤتمر قمة عربي أشاع التفاؤل. وقال ان العراق مع القمة "لكن المهم ألا يعلقوا عقدها على شماعة العراق". وانتقد موقف العرب في مجلس الأمن من رفع العقوبات وقال: "نأمل ان يتحول موقف البلدان العربية غير المتورطة مع الاميركيين والبريطانيين من التعاطف الى اتخاذ خطوات لمساندة العملية، أما البلدان المتورطة فنداؤنا لها ان تكف عن إيذاء العراق وتعاود النظر في موقفها". وأوضح ان محادثاته مع المسؤولين التونسيين تطرقت لثلاثة مواضيع رئيسية هي العلاقة مع مجلس الأمن والعلاقات العربية - العربية والتعاون الثنائي مع تونس. وجدد الانتقادات العراقية للمشروع البريطاني المطروح في مجلس الأمن وقال ان "فيه خدعة، اذ هو يرمي في الواقع الى تشديد الحصار على العراق وليس تخفيفه، أما نحن فنركز على رفع العقوبات لأننا نفذنا قرارات مجلس الأمن بما فيه الفقرة 22 التي تقضي برفع العقوبات اذا ما توافرت الشروط لذلك". وأضاف: "يرى العالم اليوم من سجل تسع سنوات انه لم يبق شيء محظور في العراق". وقال ان الموقف الروسي في مجلس الأمن "يشكل دفاعاً عن عمل الاممالمتحدة ومهام مجلس الأمن أكثر مما هو دفاع عن العراق". وأظهر نوعاً من الارتياح الضمني لتطور الموقف الفرنسي في مجلس الأمن الذي قال عنه انه "تراجع عن التراجع لكن كم سيتحسن الموقف في المستقبل؟ لا نعلم". وأشار الى ان "باريس بدأت تعي انها خدعت عندما طرحت فكرة تكريس رقابة مالية على العراق فتلقفها الأميركيون وظنوا أنها هدية من جانبنا". واعتبر ان قرار عقد القمة العربية بأيدي الحكومات العربية. وأوضح ان "العراق مع أي مبادرة تجعل العرب يرتقون بوضعهم الراهن". وأضاف: "إذا أرادوا ان نتصارح فأهلاً وسهلاً، وإذا أرادوا ان نرمي قضية الكويت وراءنا وننظر الى المستقبل فأيضاً أهلاً وسهلاً". وقال ان العراق يرحب بمعاودة العلاقات المصرية - العراقية وكشف عن وجود اتصالات جارية بين القاهرة وبغداد في هذا الاتجاه وزاد "في أي لحظة يتفق فيها البلدان على رفع مستوى العلاقات من مكاتب رعاية المصالح الى السفراء سنرحب بذلك".