أكد وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف أمس ان بلاده ليست "متهالكة" على فتح حوار مع الولاياتالمتحدة، نافياً حصول أي حوار "سري" مع الأميركيين. وأشار الى أن العراق "يفضل مبدأ الحوار بين الدول" مشدداً على أنه لن يكون أي حوار مع اسرائيل. وهاجم الصحاف، في مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارة رسمية للأردن استمرت ثلاثة أيام، "هيمنة" الولاياتالمتحدة وبريطانيا على مجلس الأمن، ووصف موقفهما تجاه بلاده ب "المستوى المنحط"، واعتبر أن رفع الحظر عن العراق بات "أكثر من ملح". ورأى ان استمرار الحظر يندرج ضمن مسعى أميركي - بريطاني "لفرض الهيمنة على الأمة العربية وسلب مقدراتها"، مشيراً الى أن العراق "قاوم هذا المسعى وسيقاومه". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الصحاف قوله ان اللجنة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية "أداة في يد واشنطن ولندن" تسعى الى اطالة الحظر "لأغراض سياسية معادية للعراق قيادة وشعباً، ليست لها علاقة بمجلس الأمن". وأشار الى تحول في مواقف "غالبية اعضاء مجلس الأمن في الأسابيع الأخيرة، اذ باتوا يتعاملون مع اللجنة على حقيقتها، ويشككون في نزاهتها بعدما اعطيت في السنوات الماضية هالة من الأهمية وكأنها تشكيلة مقدسة". وزاد ان "عدداً غير قليل" من الدول الأعضاء يطالب ب "إعادة التوازن" للجنة عن طريق "إعادة تشكيلها". وقال ان التقرير الأخير للجنة "يمثل تشويهات كبيرة على الحقائق". وتابع ان "المطلب الآن أكثر من ضروري لرفع الحظر، وكان يجب أن يُرفع منذ ربيع 1992 لأنه لم يعد ثمة شيء ممنوع في العراق منذ ذلك الحين". الى ذلك أكد الصحاف "عدم وجود أي قنوات اتصال سرية أو غيرها" مع الإدارة الأميركية، بعدما جدد نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز قبل ثلاثة أيام دعوة واشنطن الى فتح حوار مع بغداد. وسئل الوزير هل مبدأ الحوار بين الدول ينطبق على اسرائيل وموقف العراق من الحوار معها فأجاب: "لم يكن حوار ولن يكون بأي شكل". وطالب "الأشقاء العرب" ب "كسر الحظر" في حال فشل الجهود لدى مجلس الأمن، لكنه أبدى تفاؤلاً بنجاح هذه الجهود "قريباً" بدعم من "الأشقاء العرب". وأشاد الصحاف ب "متانة وقوة" العلاقة بين عمانوبغداد، ونقل عن "الأشقاء في الأردن" قولهم ان "الحصار على العراق مجرد لعبة سياسية تحاول ان تتغطى بما يسمى تنفيذ القرارات". وسئل أيضاً هل يعتذر العراق من الدول التي خاض حرباً معها فأجاب: "ليس مطالباً بالاعتذار". واعتبر القرار الأخير لمجلس الأمن برفع حظر سفر المسؤولين العراقيين "تافهاً". يذكر أن الصحاف يقوم بجولة تشمل الغابون وزامبيا وكينيا وتونس لشرح مستجدات العلاقة بين بلاده والمجلس. وفي في موسكو قلد الرئيس بوريس يلتسن امس وزير الخارجية يفغيني بريماكوف ونائبه فيكتور بوسوفاليوك ومسؤولين آخرين اوسمة، وذكر ان التعامل مع الأزمة العراقية كان "من النجاحات الكبرى" للديبلوماسية الروسية.