اكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك، في تصريح ادلى به امس بعد لقائه مع نظيره المصري حسني مبارك، انه سيستقبل ظهر غد الاحد العقيد الركن بشار الأسد، المرتقب وصوله اليوم الى فرنسا، وهي أول دولة غربية يزورها ويلتقي برئيسها، فيما اعلن رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان من المغرب ان باريس ستبلغ نجل الرئيس السوري استعدادها للمساهمة في عملية السلام على المسارين اللبناني والسوري. وذكر مصدر في قصر الاليزيه ان اللقاء الذي يعقبه غداء يقيمه الرئيس الفرنسي، تقرر على ضوء المسؤوليات التي يتولاها الأسد في سورية وتندرج في اطار سلسلة اللقاءات التي يعقدها شيراك مع عدد من المسؤولين في المنطقة. وقال المصدر ان شيراك رأى ان من المفيد ان يلتقي نجل الأسد، بعد لقائه بالرئيس المصري واللقاءين اللذين يعقدهما الاثنين مع كل من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك. وأشار الى ان هذه اللقاءات تهدف الى تأكيد استعداد فرنسا للمساهمة في دفع مسيرة السلام في الشرق الأوسط، وعزمها على استخدام العلاقات القائمة بينها وبين دول المنطقة بطريقة مفيدة. وكان شيراك أوفد خلال الأسبوع الحالي، وزير الخارجية السابق هيرفي دوشاريت الى دمشق، وحمله رسالة الى الرئيس السوري حافظ الأسد. الى ذلك، قال شيراك ان لقاءه مع مبارك الذي وصفه بأنه صديق وبأنه "احد اكبر حكماء العالم المعاصر"، كان مثمراً ومفيداً، وان مصر وفرنسا على الموجة نفسها تماماً. وصرح مبارك من جانبه "ان عملية السلام سائرة وتتملكها في بعض الاحيان صعوبات ولكن يجري العمل على تجاوزها"، مشيراً الى لقاءات اوسلو بين الرئيس الاميركي والرئيس الفلسطيني ورئيس وزراء اسرائيل، وقال ان "بين فرنسا ومصر تنسيقاً دائماً بشأن عملية السلام وعملاً لدفع هذه العملية بكل ما امكن من قوة". وأضاف ان اللقاءات التي شهدتها اوسلو اسفرت عن اتفاق على تشكيل لجان ستتولى بحث النقاط العالقة التي تعوق تطبيق اتفاق شرم الشيخ. ورداً على سؤال عن حاله الصحية بعد الفحوص التي اجراها في مستشفى "فال - دوغراس" الباريسي، قال مبارك "كويس الحمد لله، انا كويس وواقف امامكم". وتأتي سلسلة اللقاءات التي يعقدها شيراك في باريس مع مسؤولين شرق اوسطيين، عشية الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية هوبير فيدرين الى كل من سورية ولبنان بدءاً من 10 تشرين الثاني نوفمبر الحالي. وتستكمل هذه اللقاءات في الأيام المقبلة بلقاء شيراك مع وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وفي مراكش قال رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان الذي يزور المغرب حالياً ان شيراك سيبلغ بشار الأسد استعداد فرنسا للمساعدة والمساهمة في عملية السلام على المسارين السوري واللبناني. وأضاف جوسبان، رداً على سؤال ل"الحياة" في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي انه سبق له أن أبلغ هذا الموقف لرئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص لدى الاجتماع معه في نيويورك والرئيس ياسر عرفات.