سعت الادارة الأميركية في الأيام الأخيرة الى اقناع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بأن لا يضمن خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم، تعهداً باعلان دولة مستقلة لفلسطين في أيار مايو المقبل، مخافة ان يؤدي ذلك الى اثارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى حد افشال الجهود المبذولة حالياً لاحراز تقدم على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي في عملية السلام. واجتمعت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت مع الرئيس عرفات ومع نتانياهو، كل على حده، في نيويورك تمهيداً لاجتماعات منفصلة بين عرفات ونتانياهو مع الرئيس الأميركي بيل كلينتون في واشنطن. وكان المفاوض الفلسطيني السيد نبيل شعث قال أول من أمس ل "الحياة" ان عرفات سيبلغ كلينتون أثناء لقائه معه "أننا سنعلن الدولة الفلسطينية في 4 أيار مايو 1999"، ولم يوضح اذا كانت الجهود الأميركية نجحت في اقناع الطرف الفلسطيني بالعدول عن اعلان هذا العزم من منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويجري الرئيس كلينتون، اليوم الاثنين، محادثات مع رئيس وزراء اسرائيل تهدف الى تسريع التوصل الى اتفاق انتقالي مع السلطة الفلسطينية يؤمن انسحاباً اسرائيلياً جديداً من الضفة الغربية، ثم يلتقي الرئيس الفلسطيني غداً الثلثاء. وتأتي المحادثات الأميركية - الاسرائيلية في البيت الأبيض تلبية لدعوة كلينتون لعرفات ونتانياهو الى واشنطن لتحريك عملية السلام المتعثرة على المسار الفلسطيني منذ بداية العام. والمتوقفة على المسارين اللبناني والسوري منذ أكثر من عام ونصف العام. وأجرت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت سلسلة من المفاوضات يومي السبت والأحد الماضيين مع كل من عرفات ونتانياهو. واكتفت بوصف هذه المحادثات بالقول انها كانت جيدة. راجع ص 3 وكشف رئيس الوزراء الاسرائيلي في مقابلة ظهر أمس مع شبكة "سي ان ان" ان اسرائيل والولايات المتحدة باتتا قريبتين كثيراً من التوصل الى اتفاق في ما بينهما حول الأفكار التي قدمتها الادارة لتحريك المفاوضات، التي قال انها "اكتملت تقريباً" حول الأراضي التي ستسلمها اسرائيل الى الجانب الفلسطيني. وأشاد نتانياهو بالاقتراح الأميركي بتحويل 3 في المئة من أصل 13 في المئة من الأراضي المطلوب تسليمها الى محمية طبيعية ووصفه بأنه "مثير للاهتمام وايجابي". وقال انه "لن يكون هناك أي أعمال بناء في المحمية المقترحة، وأن اسرائيل ستحافظ على سيطرتها الأمنية عليها". وأضاف: "لهذا السبب اعتقد ان الاقتراح جيد، وبالتالي بتنا قريبين من الاتفاق مع الجانب الأميركي. وكرر نتانياهو اتهاماته للجانب الفلسطيني ب "عدم الوفاء بتعهداته بموجب اتفاق أوسلو" مصراً على الشروط الاسرائيلية المطلوب من السلطة الفلسطينية تنفيذها قبل التوصل الى اتفاق وأبرزها: تفكيك البنية التحتية للارهاب وجمع الأسلحة غير الشرعية وخفض عدد رجال الأمن الفلسطينيين والغاء الميثاق الوطني الفلسطيني. وادعى نتانياهو ان اسرائيل باتت قريبة من تنفيذ تعهداتها وبأن الجانب الفلسطيني "لم يؤكد لنا حتى الآن ما إذا كان سينفذ تعهداته بموجب اتفاق أوسلو".