غزة - رويترز - قال مسؤولون فلسطينيون أمس ان الرئيس ياسر عرفات أبلغ الرئيس بيل كلينتون الأسبوع الماضي انه يفضل تقديم استقالته عن الاذعان للضغوط الأميركية والقبول بالمقترحات الاسرائيلية في شأن الانسحاب من الضفة الغربية. وأشار المسؤولون الى ان عرفات أبلغ وزراءه في اطار اطلاعهم على نتائج محادثاته في البيت الأبيض الأسبوع الماضي ان كلينتون حاول مرتين اقناعه بقبول عمليات انسحاب محدودة للغاية للقوات الاسرائيلية. وقال مسؤول فلسطيني بارز: "عندما ضغط عليه لقبول المقترحات الاسرائيلية في شأن خطوات الانسحاب التالية من الضفة الغربية قال الرئيس عرفات لكلينتون: أنا لست خائناً ولن أكون خائناً… لا يمكنك اجباري على ان أكون كذلك. سأستقيل". وأوضح مسؤول فلسطيني آخر لوكالة "رويترز": "أبلغ عرفات كلينتون انه سيستقيل وأنه إذا فشلت عملية السلام واندلعت اضطرابات بعد ذلك فإن الولاياتالمتحدة يتعين عليها تحمل مسؤوليتها عن ذلك". وفي اقتراح رفضه عرفات أول من أمس عرض كلينتون ان يتم الانسحاب الاسرائيلي على مراحل ترتبط كل مرحلة منه بخطوة فلسطينية جديدة لدعم الأمن. ويرغب الفلسطينيون في ان تسحب اسرائيل قواتها من 30 في المئة على الأقل من أراضي الضفة الغربية بمقتضى اتفاقات السلام المرحلية الموقعة بين الجانبين، لكن أنباء صحافية اسرائيلية أشارت الى رفض نتانياهو الانسحاب من أكثر من 5.9 في المئة من الأراضي الفلسطينية. وأشار مسؤولون فلسطينيون حضروا محادثات واشنطن مع عرفات الى ان الاجتماعات اخفقت في احراز أي تقدم في عملية السلام المتوقفة منذ عشرة شهور. لكن مسؤولاً فلسطينياً قال مشيراً الى اتفاقات السلام المرحلية الموقعة منذ 1993: "نجح الفلسطينيون في منع الأميركيين من تبني المواقف الاسرائيلية المتشددة الرامية الى تدمير اتفاقات اوسلو". وأوضح مسؤولو منظمة التحرير انهم شعروا بأن فضيحة التحرش الجنسي التي يواجهها كلينتون حالياً أضرت بالجهود الأميركية لكسر الجمود في عملية السلام الفلسطينية - الاسرائيلية. وأبلغ مستشار بارز لعرفات وكالة "رويترز": "الرئيس كلينتون كان مشوشاً وكانت الحركة متوقفة في الولاياتالمتحدة عندما كنا في واشنطن. الولاياتالمتحدة حريصة فقط على اظهار ان هناك قوة دفع لكنها في الواقع غير قادرة على الضغط على اسرائيل لتنفيذ الاتفاقات". وستزور وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت اسرائيل مطلع الأسبوع المقبل للبحث في جهود السلام في الشرق الأوسط وستلتقي نتانياهو وعرفات قبل توجهها الى السعودية ودول أخرى في المنطقة لاجراء محادثات في شأن الأزمة مع العراق. وأبلغ ديفيد بار ايلان كبير مستشاري نتانياهو وكالة "رويترز" مشيراً الى زيارة اولبرايت انه "واثق ان المناقشات ستتركز على الخطر الذي يشكله التهديد العراقي، لكن ليس هناك شك في اننا سنبحث كذلك في الوضع هنا". وأضاف: "سنؤكد مجدداً اننا نتوقع من السلطة الفلسطينية ملاحقة الارهاب والغاء الميثاق الوطني الفلسطيني الذي يدعو الى تدمير اسرائيل والوفاء عموماً بالتزاماتها المنصوص عليها في اتفاقات سابقة".