وقعت الصينوالولاياتالمتحدة اتفاقات تجارية الاثنين الماضي 15/11/99 تمهد الطريق امام انضمام بكين الى منظمة التجارة الدولية في مطلع سنة 2000. وكانت الحكومة الصينية تأمل ان تصبح عضواً في المنظمة التجارية قبل اجتماع سياتل بين 30 تشرين الثاني نوفمبر و3 كانون الاول ديسمبر 1999 لبدء جولة جديدة من المفاوضات التجارية يتوقع ان تستمر ثلاث سنوات. وبدخول الصين عاشر اكبر اقتصاد في العالم تكون استكملت دورة كاملة من التقدم الاقتصادي الذي يضرب تاريخه في عمق الزمن. في كتابه "رؤية الصين بعين ثالثة" قال الكاتب الصيني وانغ شان عن تجربة بلاده في العقدين الاخيرين: "ان سنوات النمو الاقتصادي الكبير انتجت اربع طبقات داخل المجتمع الصيني هي: الفلاحون، العمال، الموظفون، والرأسماليون. ولكل طبقة مطالبها المختلفة، ولكن المستقبل كفيل بجمع رغباتها". وعندما سئل كيف يتم ذلك؟ أجاب: "ان كل جماعة لها صوتها وممثلها في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وقرار اللجنة يخضع لطلبات الجماعات جميعاً، وبهذا تنتفي حاجتنا، الى الاحزاب السياسية". اثبتت تجربة الموازنة في الاقتصاد ان الشيوعية الصينية ليست مذهباً اقتصادياً مستقلاً، كما اثبتت تجربة الوحدة والسيادة ونظرية العوامل الثلاثة إبان "الحرب الباردة" ان الشيوعية الصينية ليست ايديولوجية. وما ندري كيف ستتحدد مكانتها في السياسة، والساسية قبل ان تكون براغماتية، يمسك زمامها في الصين رجل او رجال اقوياء قبل القانون والدستور، امثال دينغ شياو بينغ. ولعل في قولة الاخير الاخيرة "ما بقيت الصين تبقى الاشتراكية فيها"، تعبير عن شراكة كل الصينيين في كل الصين في كل شؤون حياتهم في اطار شعار المبادئ والأهداف الثلاثة "صين متماسكة في وحدتها وسيادتها، قوية في مكانتها الدولية، غنية في اقتصادها"، وهو شعار رفعه الصينيون قديماً وهم يعتمدونه الى الآن أساساً في سياسة بلادهم الكبيرة. ترجع اصول هذا الشعار المبدئي الثلاثي الى تعاليم كونفو شيوس 551 - 479 ق.م الداعية الى وحدة الامبراطورية الصينية - المملكة الوسطى، وتحكيم السلوك الصحيح في العلاقات الاجتماعية من اجل حياة افضل. نهضت الكونفوشيوسية وانتشرت تعاليمها إبان مرحلة الربيع - الخريف الصيني 700 - 481 ق.م حين تقاسمت الصين دويلات متشاطرة بلغ عددها 170 دويلة متناحرة على جمع الضرائب والاتاوات. وبين هذه الدويلات ورجالاتها، ملاك الأراضي والثروات، تنقل كونفو شيوس، يسدي نصائحه ويبلغ تعاليمه، حتى عرف بالفيلسوف المتجول. وما تباطأ تجوال الفيلسوف حتى أتت تعاليمه اكلها، نشطت دويلات المملكة الوسطى في دخول تعاهدات وتحالفات، تقلص على الأثر عددها الى سبع دول كبيرة، وعلى اساس دعوة كونفو شيوس: "دع الحاكم حاكماً يحكم كما يجب، والوزير وزيراً، والأب أباً، والابن ابناً كما يجب"، تحالفت هذه الدول السبع، وتعاهدت على حظر العنف والعدوان بينها. ومن هنا ضربت الوحدة والسيادة والمركزية جذورها العميقة في المملكة الوسطى. وكانت بنية الاسرة الصينية مصدراً أساسياً في وحدة الصين ومركزية حكومتها. وما زالت الأسرة في الصين هي الوحدة الاجتماعية، بديلاً من الفرد، ويعتبر الأب فيها مسؤلاً عن كل افرادها مالياً واجتماعياً، وفي المقابل يكن له الجميع الطاعة والاحترام، حسب وصية كونفو شيوس في خضوع الاصغر للأكبر. خاضت الصين غمار الوحدة والسيادة في تاريخها القديم مراراً، كان آخرها، نهاية القرن الثامن عشر ومطلع التاسع عشر،. بدأ الصينيون، جولتهم الاخيرة الطويلة، استمرت حتى منتصف القرن العشرين، بدأوا دفاعهم عن وحدة وسيادة بلادهم، إثر البعثة الاقتصادية العلمية الكبيرة التي ارسلها الملك البريطاني جورج الثالث الى الصين لاستطلاع اوضاعها الاقتصادية وحجم ونشاط اسواقها. ويذكر ان مولود الثورة الصناعية، الذي وضع في الربوع البريطانية، اواسط القرن الثامن عشر، اخذت احتياجاته للطاقة والمواد الأولية تتزايد. وفتحت البعثة البريطانية ابواب المملكة الوسطى امام اطماع الدول الغربية الصناعية، وغزت السلع الاجنبية الاسواق الصينية، وتحكم التجار الاوروبيون في شؤونها، وانفجر غضب الصينيين، دفاعاً عن وحدة وسيادة بلادهم، وحرقوا السلع البريطانية في الاسواق، واندلعت على الأثر الحرب البريطانية - الصينية 1840 - 1842 والتي عرفت بحرب الأفيون الاولى، انتهت بهزيمة الصين وتوقيع اتفاق "شويني" دفعت بموجبه غرامات وسلمت مقاطعات من بينها هونغ كونغلبريطانيا، فضلاً عن تسهيلات وامتيازات تجارية كبيرة قدمتها للأخيرة. وما جف حبر اتفاق "شويني" حتى ولد اتفاق "نان كينغ"، حين وصلت القوات البريطانية الى مشارف بكين، فتنازلت الصين بموجبه عن خمسة موانئ كانتون، فوشاو، آموي، دينغو، وشنغهاي، بعد ان اعترفت بهونغ كون مستعمرة بريطانية. وفتحت هذه التنازلات الصينية، شهية الدول الغربية، فسارعت الولاياتالمتحدة الى عقد اتفاق "وانغ هيا" اثر تهديدها بكين عام 1844، منحت الاخيرة واشنطن اعفاءات قضائية وجمركية، وحرية الملاحة في الانهار الداخلية. وتوالت التنازلات الصينية وكان نصيب الفرنسيين في معاهدة "وامبو" عام 1844 يمتاز بحقهم في نشر المسيحية بالصين، الى جانب الحقوق التجارية. وبوجه الاستعمار الذي بلغ اوجه عام 1860 بدخول القوات البريطانية - الفرنسية المشتركة بكين، نهضت الملايين الصينية، وخاضت حروب التحرير، دفاعاً عن الوحدة والسيادة، وحملت الاستعمار على اعتماد اسلوبه، القديم الجديد، في اسناد حكومة موالية، من صنع يديه، وكانت عائلة "كينغ"، آخر الأسر المالكة، خياره. وبهذا دخلت الصين نفق الحروب الأهلية، ولم تخرج منه حتى وقعت الصدمة الكبيرة الثانية، الهزيمة الصينية امام اليابان في حرب البلدين بين عامي 1894 و1895. وصب الصينيون غضبهم على النظام الامبراطوري وملكه "مانشيو"، لأنه مزق البلاد وباع سيادتها للأجنبي. وعصف الغضب الصيني وسقطت آخر اسرة حكمت الصين في الفترة 1644 - 1912. وخلال السنوات العشر 1912 - 1921 التي تلت سقوط الامبراطورية، خاضت الصين مرة اخرى معركة وحدة البلاد وسيادتها، وتمخضت هذه السنوات العشر عن تحالف كبير بين الحزبين الرئيسيين: الحزب القومي "غيو ميندانغ"، والحزب الشيوعي. ويشترك الحزبان في اصولهما الاجتماعية والسياسية التي نشأت وترعرعت في ساحات المقاومة ضد الاحتلال وحكومة الامبراطور الموالية للأجنبي. ويرفع الحزبان الشعار القديم نفسه، ذا الاهداف الثلاثة، وحدة وسيادة البلد، والمكانة الدولية والقوة الاقتصادية. ولم تمض بضع سنوات على قيام التحالف القومي - الشيوعي حتى بدأ "غيو ميندانغ" الحاكم برئاسة تشيانغ كاي شيك حملات الابادة والتطهير ضد الشيوعيين، جرت على مرحلتين، الاولى اواسط العشرينات والثانية منتصف الثلاثينات. وكانت وحدة البلاد ومركزية الحكم المتجذرة في اعماق الصينيين على مدى اكثر من 2000 عام، دافعاً رئيسياً وراء حملات الإبادة، الى جانب ضغوط الدول الغربية التي ما زالت تحتفظ بوجود كبير في انحاء المملكة الوسطى من الدولة. تعلم الشيوعيون الصينيون خلال سنوات التحالف ونكساته دروساً عديدة باتت في صلب الاستراتيجية التي اعتمدها الحزب في صراعه مع القوميين قبل عام 1949 وما زال يعتمدها الى الآن، ومن اهم هذه الدروس الاستراتيجية هي: درس في البراغماتية، لم يكن التحالف القومي - الشيوعي تحالفاً استراتيجياً وشراكة في الحكم، بل كان ضرورة احتاج اليها الشيوعيون لجملة اسباب منها: اولاً كان الفشل الذريع الذي منيت به استراتيجيتهم الاولى "تعبئة العمل" بين عامي 1921 و1923، جراء صغر ان لم يكن انعدام وزن وأهمية الطبقة العاملة اقل من واحد في المئة في المجتمع الصيني الزراعي، دفع هذا الفشل الشيوعيين الى الانضواء تحت لواء الحزب القومي الحاكم، ومارسوا من خلاله نشاطاتهم، من دون ان تكون لهم مكاتب وبرامج علنية بحزبهم. وثانياً مبدأ الوحدة والسيادة الذي رفعه القوميون ومن ورائهم كل الصينيين. وثالثاً ضغوط الاتحاد السوفياتي الذي مارسها على القوميين ايضاً بغية احتوائهم، وتجاوب معها الاخيرون حفاظاً على المساعدات الاقتصادية والعسكرية السوفياتية، مثلما دأب الشيوعيون قبل الجمهورية الشعبية، وتحديداً بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، على كسب ود واشنطن ومساعداتها، اذ حرص ماوتسي تونغ على مقابلة المبعوثين والمسؤولين في واشنطن. ويؤكد في كل مرة اعجابه واهتمامه بالثورة الاميركية وأبطالها الديموقراطيين امثال ابراهام لينكولن. وفي رسالته الى الرئيس الاميركي فرانكلين روزفيلت قال ماو: "ان الصينيين والاميركيين سوف يضعون يداً بيد والى الأبد في بناء الصين الديموقراطية". إثر حملة الإبادة الثانية عام 1935، لجأ الشيوعيون الى القرى النائية، ومن هناك استأنفوا العمل وفق استراتيجية ماو الجديدة الداعية الى: اولاً، تثقيف الفلاحين في الوحدة والاتحاد، والنضال ضد الاستعمار بدلاً من الصراع الطبقي، وثانياً اصلاح الاراضي وحث الفلاحين على العمل الدؤوب بغية الاكتفاء وتطوير مستوى المعيشة، ثالثاً، التدريب العسكري واعداد القوات المسلحة، ورابعاً، اقامة حكومات محلية تديرها منظمات الحزب بعيداً عن المركز. وفي ضوء هذه البنود الاستراتيجية ولا سيما البندين الاخيرين، اختلفت التجربة اختلافاً كبيراً عن تجارب الاتحاد السوفياتي ودول اوروبا الشرقية. وتعلم الشيوعيون منذ تأسيس حزبهم عام 1921 دروساً بليغة في التدرج في بناء وحدتهم واستقلالهم واقتصادهم، فعقد الحزب مؤتمره التأسيسي على اساس استراتيجية ماو: التثقيف والتوحيد، والمقاومة، والتنمية، والتدريب، والحكم. وما زالت التدريجية تحكم السياسة الصينية على عهدها الجمهوري. منذ قيام الجمهورية الشعبية عام 1949 بدأت الحكومة في بكين تنفيذ الاهداف الصينية في الشعار القديم، الوحدة والسيادة، والقوة الاقتصادية، والمكانة الدولية، وعلى مراحل تدريجية. في المرحلة الاولى افتتح ماو تسي تونغ اول رئيس للجهورية الشعبية عهده قائلاً: "بعد مئات السنين استعادت الصين سيادتها واستقلالها وحكمها الوطني، واليوم يبدأ نضالنا في تعزيزها وتطويرها". شرع ماو بتأسيس الجيش الشعبي، حامي الوحدة والسيادة، وكان وضع نواته الاولى قوات التحرير في قاعدة جينغانغ عام 1937. وعلى مدى عقدين كاملين بنى ماو اكبر جيش في العالم بلغ تعداده 2.8 مليون جندي نظامي الى جانب 15 مليوناً من القوات غير النظامية الميليشيا، وفضلاً عن القوة النووية التي كانت احد الأسباب الرئيسية وراء القطيعة الصينية - السوفياتية عام 1959. وفي الحرب الكورية 1950 - 1953 لم يخض الجيش الصيني غمارها دفاعاً عن الكوريين الشماليين بل دخلها عندما تخلت الولاياتالمتحدة عن هدفها من دخول الحرب لطرد قوات كوريا الشمالية من كوريا الجنوبية، وتقدمت صوب بيونغ يانغ، وصارت تشكل تهديداً مباشراً للصين. ويقول الخبراء: "ان الصين الشيوعية لم تتدخل عسكرياً في الحرب الكورية لغرض حماية مصادر القوة الكهربائية في شمال كوريا او قاعدتها الصناعية في منشوريا، ولكنها خشيت من ان تنتهز الولاياتالمتحدة، وهي عدوها اللدود، فرصة وجودها على الحدود الصينية وتغامر بغزوها، ولذلك وجدت بكين في الاجراء العسكري الوسيلة التي تجعل اميركا تحد وتتراجع عن اهدافها تجاه الصين". وعلى رغم تصعيد الحرب الكورية درجة العداء بين الصينوالولاياتالمتحدة، الا ان الاخيرة غيرت حساباتها، وتراجعت مقولة الرئيس ترومان بشأن الحكومة القومية بأنها "هي الأداة الملائمة لتحقيق اهداف الصين الموحدة". وأثر المبادرة الصينية التي تقدم بها رئيس الوزراء شواين لاي في مؤترم باندونغ في نيسان ابريل 1955 وجاء فيها: "ان الحكومة الصينية مستعدة للجلوس والتفاوض مع الولاياتالمتحدة لمحاولة تخفيف التوتر في الشرق الأقصى عموماً وفي تايوان خصوصاً". وفتحت هذه المبادرة باب المفاوضات الاميركية - الصينية. وعقدت الحكومتان، في بكينوواشنطن، اكثر من 135 جولة للمفاوضات بين عامي 1955 و1970. وتمخضت المفاوضات الاميركية - الصينية عن حدث كبير، وهو تطبيع العلاقات بين البلدين، بعد ان اسقطت واشنطن سياسة "عدم الاعتراف" تجاه الصين، ونالت الاخيرة مكانتها بين الأمم بتربعها على مقعد العضوية الدائمة في مجلس الأمن والأممالمتحدة. وبهذا تكون الصين أوفت عهودها في حفظ وحدة البلاد وسيادتها وتعزيز مكانتها الدولية. وتم انجاز هذه الوعود على عهد رئيس الدولة الأول ماوتسي تونغ 1949 - 1976. خلف الرئيس دينغ شياو بينغ ماوتسي تونغ وافتتح مرحلة جديدة باعلانه "ان تعاليم ماو لم تعد ضرورية بعد اليوم"، لأنها حققت اغراضها في تعزيز وحدة البلاد وسيادتها، من خلال بناء القوات العسكرية الكبيرة، وبلغت المكانة الدولية المناسبة بعد ان تكسرت جدران العزلة والحصار 1949 - 1972. وتمهيداً لبناء القوة الاقتصادية شرع الرئيس دينغ باجراء تخفيضات كبيرة للنفقات العسكرية من 5 في المئة عام تسلمه الحكم 1976 الى 1 في المئة من اجمالي الناتج القومي عام 1995. وفي مطلع الثمانينات مارس الرئيس دينغ تجربة "الخصوصية" في الاقتصاد للموازنة بين الاقتصاد المركزي واقتصاد ا لسوق. وفي غضون عشر سنوات 1982 - 1992 خرج قرابة نصف المؤسسات الانتاجية من قبضة الدولة الى القطاع الخاص الأمر الذي احدث نمواً اقتصادياً كبيراً بلغ 7 في المئة مطلع التسعينات وتضاعف الى 12 في المئة في وسطها. وما ساعد على تسارع نمو الاقتصاد الصيني، الى جانب تجربة الموازنة، الارتفاع الكبير في معدلات الصادرات والواردات، بدأت من اقل من نصف بليون مطلع الثمانينات حتى بلغت اكثر من 100 بليون دولار مطلع التسعينات، كذلك التدفق الكبير في الاستثمارات الاجنبية اكثر من 100 بليون دولار خلال الفترة السابقة نفسها. وهكذا قفزت الصين الى المرتبة الثانية في التبادل التجاري مع الولاياتالمتحدة، بعد ان كانت قبل 15 عاماً في المرتبة العشرين تجارياً. وشكلت القفزة الكبيرة في القوة الاقتصادية مصدر اطمئنان وثقة لدى قيادات الحزب التي ما انفكت تؤكد بأن ليست لديها اية مخاوف من ان تتعرض الصين لحال التفكك التي تعرض لها الاتحاد السوفياتي سابقاً، بما لديها من امكانات اقتصادية تجعلها بعيدة كل البعد حالياً عن الفوضى الاقتصادية والاجتماعية. وما يزيد من قدرة الصين على الصمود هو ان معظم شعبها البالغ تعداده 1.3 بليون نسمة متجانساً الى حد كبير ويعيش في جغرافية موحدة. حتى تايوان الجزيرة التي تختلف في السياسة والاقتصاد عن الصين راحت تصر على ان تبقى جزءاً منها، بعد التحاق هونغ كونغ بوطنها الأم. ويذكر ان قرار تايوان المصيري جاء في الانتخابات العامة التي أُجريت للمرة الاولى منذ عام 1948 في كانون الاول ديسمبر 1991، حين رفضت غالبية الناخبين التايوانيين اعتماد أية خطوة نحو الاستقلال عن الصين من خلال انتخابها للحزب الوطني الحاكم. وأدرك الرئيس دينغ، ان ارتفاع مستويات المعيشة بلغ دخل الفرد 750 دولاراً يترتب عليها حقوق اجتماعية وثقافية وسياسية، مع تعزيز وحدة المركز وقوته. ودعم الزعماء الصينيون رأي دينغ، بضرورة تعزيز قوة المركز، لما فيه حفظ استقرار الاطراف المترامية، وضمان وحدة البلاد وسيادتها. وفي اجتماع تعيين خليفة الرئيس دينغ، دعت القيادة المركزية الصينية الى تأييد الرئيس جيانغ زيمين، زعيم الاصلاحيين، ليكون نواة القيادة الجماعية المركزية. وتأتي القيادة الجماعية المركزية في مقدمة البرنامج الاصلاحي للقيادة الصينية، الى جانب اصلاح 64 ألف منظمة حزبية محلية من خلال تحسين اوضاعها التنظيمية والفكرية والسياسية خلال ثلاث سنوات. وكذلك رفد القيادات الحزبية بالنخب الشابة. وهذا ما باشرته القيادة الصينية داخل منظمات الحزب لمواجهة رياح الديموقراطية. * كاتب عراقي مقيم في بريطانيا.