أكد رئيس الحكومة الروسية ان هدف موسكو ليس "السيطرة على غروزني، بل القضاء على الارهابيين"، وان حكومته قادرة على تلبية حاجات النازحين، وحذر يفغيني بريماكوف من خطر تحول "عملية مكافحة الارهاب الى حرب ضد الشعب الشيشاني"، فيما نفت قيادة المقاتلين الشيشانيين نبأ إطباق الحصار الكامل على غروزني. وقال فلاديمير بوتين في حديث الى الصحافيين بعد إلقاء خطابه في مجلس الدوما النواب أمس الأربعاء ان سيطرة القوات الفيديرالية على غروزني ليست "هدف موسكو بل ان مهمة القوات الفيديرالية تنحصر في القضاء على الارهابيين بالوسائل المتاحة"، خصوصاً محاصرتهم واخراجهم بالقوة، وأضاف ان القيادة الروسية "لا تخشى" الحرب المحتملة، واكد بوتين ان حكومته قادرة على حل مشاكل النازحين من الشيشان، وأضاف انه بفضل جهود وزارة شؤون الطوارئ الروسية امكن تجنب الكارثة الانسانية التي كانت على وشك الوقوع. وحذر ايغور روديونوف وزير الدفاع السابق الذي يقوم الآن بجولة انتخابية على مناطق شمال القوقاز مرشحاً في قائمة الحزب الشيوعي الروسي من مغبة صدور أوامر بوقف العملية العسكرية في الشيشان، وقال ان رد فعل الجيش وقادته "قد يكون غير متوقع". اما يفغيني بريماكوف الرئيس السابق للحكومة زعيم كتلة "الوطن كل روسيا" الذي يقوم ايضاً بجولته الانتخابية في القوقاز فقال امس ان انفصال أي منطقة من مناطق روسيا الاتحادية بما في ذلك الشيشان "غير ممكن" وأيد خطوات حكومة بوتين في "القضاء على الجماعات الارهابية واستئصالها" من القوقاز، الا انه حذر من اتساع نطاق الحرب حتى "لا تتحول عملية مكافحة الارهاب الى حرب ضد الشعب الشيشاني". وتابع ان الشيشان يجب ان تحصل على وضع مميز ضمن روسيا الاتحادية يمنح لها درجة عالية من الحكم الذاتي. ومن جهة اخرى نفت القيادة الشيشانية في غروزني ان تكون المدينة محاصرة بنسبة 80 في المئة، وصرح موعادي سعداديف رئيس "غرفة العمليات" التابعة لأصلان مسخادوف ان المحورين الى جنوب غروزني وشرقها ما زالا مفتوحين كما نفى أنباء عن مغادرة المقاتلين العاصمة الشيشانية. على الصعيد الميداني أكدت مصادر عسكرية شيشانية استمرار القصف الروسي امس على غروزني وبلدات خان يورت وخان قلعة بعد اطلاق صواريخ أرض - أرض على شالي مساء أول من أمس. وأعلن المكتب الاعلامي التابع للقوات الشيشانية ان الصواريخ التي استهدفت شالي أدت الى تدمير حوالى خمسين منزلاً حسب التقديرات الأولية، لكن السلطات لم تكن قادرة على تحديد حجم الخسائر البشرية. وفي موسكو، أكد متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية التشويش على الهواتف العاملة بواسطة الأقمار الاصطناعية بعد الاعلان الثلثاء عن قطع الهواتف المحمولة في الشيشان والمناطق المجاورة. وقال المتحدث: "هناك معدات خاصة للتشويش على الاتصالات" من دون ان يحدد الوقت الذي سيستمر خلاله التشويش. وأضاف: "إن الأمر بمثابة سر عسكري ولن يخبرك أحد متى سيتوقف ذلك". ويواجه المراسلون الصحافيون من محليين وأجانب في غروزني صعوبة بالغة في الاتصال عبر الهواتف العاملة بواسطة الأقمار الاصطناعية اذ تنقطع المكالمة فور بدء الاتصال. وأعلنت "منظمة الدفاع عن حقوق الانسان" هيومن رايتس واتش الثلثاء ان الجيش الروسي استهدف في الأول من تشرين الثاني نوفمبر مستشفى مدنياً في الشيشان ما أسفر عن قتل رئيس الأطباء فيه وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين بجروح. وفي بيان نشر في نيويورك حيث مقرها، أكدت المنظمة انها حصلت على هذه المعلومات من شاهدين مباشرين. وجاء في بيان المنظمة "ان القوات الروسية شنت هجوماً على مستشفى للأمراض العقلية يقع على بعد 15 كلم جنوب غربي غروزني اسفر عن قتل رئيس الاطباء فيه واصابة ثلاثة اشخاص آخرين بجروح". وقال هولي كارتنر، مدير فروع المنظمة في أوروبا وآسيا الوسطى، "ان الهجوم خرق خطير للقانون الانساني الدولي". واكدت المنظمة ايضاً ان المستشفى كان "يرفع بوضوح رموز الصليب الأحمر" ولم يكن يؤوي أي مقاتل.