يواجه الصحافيون الروس والأجانب متاعب ومخاطر عند تغطية الحرب الشيشانية، فقد خطف المراسل العسكري لصحيفة "أبناء موسكو" دميتري بالبوروف، وقبله كان خاطفون احتجزوا الفرنسي فلاديه فلاديه، وطالبوا بنصف مليون دولار مقابل الافراج عنه. واوقفت السلطات العسكرية الروسية خمسة مراسلين بينهم بريطاني وأميركي بحجة أنهم لم يعتمدوا رسمياً. وعندما أبدى وزير الدفاع ايغور سيرغييف استغرابه لمحاولة صحافيين روس شاهدهم يلتقطون برنامج شبكة "القوقاز" الشيشانية، شكا له المراسلون من شحة الأخبار وصعوبة الحصول عليها وارتياب ضباط المركز الاعلامي ب"حشرية" الصحافي الساعي إلى اصطياد الأخبار بل واتهامه ب"مساعدة الارهابيين". وكل صحافي يغامر ويكتب ما لا يعجب المسؤولين عن الإعلام العسكري، يستبعد من الجولات التي تنظمها القيادة الفيديرالية. ونظم في موسكو "المركز الإعلامي الروسي"، إلا أنه نادراً ما يقدم مادة متميزة ووقائع جديدة، ما جعل غالبية المراسلين الأجانب يتخلفون عن المشاركة في فعالياته، باستثناء المقابلات مع الناطق الرسمي باسم وزارة الأمن الكسندر زادنوفيتش الذي يحمل دائماً مواد "طازجة". وإذا استثنينا رئيس الحكومة فلاديمير بوتين وعدداً محدوداً من الجنرالات، فإن غالبية المسؤولين الروس يتهربون من الحديث عن الحرب، بل ان الرئيس بوريس يلتسن لم يتطرق إليها سوى في تصريح مقتضب أعرب فيه عن "تأييده لما يقوم به" رئيس الحكومة. وغاب حالياً التنسيق الاعلامي الذي كان من أهم عناصر قوة ماكينة الدعاية السوفياتية. فعلى سبيل المثال قدم المسؤولون الروس خمس روايات متناقضة للانفجارات التي هزت غروزني أواخر الشهر الماضي، ولملابسات قصف قافلة النازحين وضرب طابور يحمل شارة الصليب الأحمر. وإذا صدقنا البلاغات الرسمية، فإن عدد "قواعد وتجمعات الارهابيين" التي ضربت يقدر بالمئات في بقعة صغيرة جداً. واخفق الاعلام الحكومي في تقديم دلائل مقنعة على مشاركة "أعداد كبيرة من المرتزقة الأجانب" في العمليات. ولوحظ أخيراً انحسار "الاجماع الاعلامي" في دعم العمليات التي تقوم بها السلطات الفيديرالية في القوقاز. فقد لوحظ ان قنوات التلفزيون المؤيدة للكرملين صعدت مطالبتها "بالمضي حتى نهاية الشوط"، فيما أخذت شبكات موالية لكتلة "الوطن كل روسيا" بقيادة رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف تبرز مأساة اللاجئين وتدعو إلى البحث عن حل سياسي. وخلافاً للحرب السابقة لا تتوافر للقيادة الشيشانية فرص واسعة للتأثير الاعلامي، وقد تعقدت علاقات غروزني مع الصحافة بسبب خطف مراسلين روس وأجانب بينهم متعاطفون مع القضية الشيشانية. وكلف أحد المتهمين في عمليات الخطف القائد الميداني ازلي بارايف تنظيم رحلات المراسلين الأجانب.