} أصدر الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف مرسوماً يفرض الاحكام العرفية، ودعا رجال الدين الى اعلان الجهاد، وأكد ممثله في موسكو انه قرر "قبول التحدي"، فيما لم يستبعد وزير الدفاع الروسي احتمال عبور نهر تيريك الذي انجز عنده انشاء "الحزام الأمني". في وقت متأخر من مساء الثلثاء أعلن الرئيس اصلان مسخادوف سلسلة قرارات منها فرض الاحكام العرفية ابتداء من منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء "بسبب عدوان روسيا ... وبدء عملياتها الحربية الواسعة النطاق" ضد الشيشان. وقرر تشكيل "لجنة الدفاع" التي تضم كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين. وذكر نائب رئيس الوزراء كازبك ماخاشيف ان مسخادوف طلب من دائرة الإفتاء وكبار رجال الدين اعلان "الجهاد على الكفار". وأوضح ممثل مسخادوف في موسكو ما يربك فاتشاغايف ان غروزني قررت "قبول تحدي الحرب". وأضاف ان ذلك لن يعني الاقتصار على "التصدي" بل ان القوات المسلحة الشيشانية "سترد على العدوان". وفي أول رد فعل في موسكو أعلن ممثل الرئيس بوريس يلتسن في المحكمة الدستورية ميخائيل ماتيوكوف ان قرارات مسخادوف "ليست شرعية". وذكر ان الدستور الروسي يحصر حق اعلان الاحكام العرفية برئيس الدولة، وأضاف ان الشيشان جزء من روسيا. ويشير المحللون الى ان قرارات غروزني كانت رداً على طعن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بشرعية مسخادوف والشروع في انشاء هيئات "بديلة" في المناطق التي تسيطر عليها القوات الفيديرالية الى الشمال من نهر تيريك. والى ذلك فإن غروزني أخذت تحس بوطأة الضربات الجوية التي زادت من مضاعفاتها قرارات اتخذت في موسكو امس بقطع الكهرباء عن الجمهورية الشيشانية بعدما كان أوقف ضخ الغاز اليها بحجة انها "مدينة" لمنتجي المحروقات. وأشار وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف امس الى ان قواته توشك على انجاز "الحزام الأمني" وتلقى مقاومة "في بؤر محدودة". ورداً على سؤال عن احتمال عبور نهر تيريك الذي ينتهي عنده "الحزام" قال ان "ذلك مرهون بالظروف". وذكرت القيادة العسكرية الفيديرالية ان القوات واصلت تقدمها في اتجاه تيريك واحكمت السيطرة على مواقع عدة، لكنها لم تدخل مدناً أو بلدات في المنطقة. وأشار الى ان المرحلة الأولى لخطة "مكافحة الارهاب" ستكتمل بإنجاز انشاء الحزام الأمني وبدء عمل هيئات السلطة المحلية في المناطق التي تسيطر عليها. ودعا رئيس لجنة الأمن في مجلس الدوما فيكتور ايليوخين الى تشكيل حكومة شيشانية بقرار من الرئيس الروسي على ان يكلف بقيادتها رئيس البرلمان السابق رسلان حسبولاتوف، تضخ اليها أموال من الموازنة الفيديرالية لدعمها. وذكرت صحيفة "سيفودنيا" ان مثل هذا السيناريو يدرس في الكرملين الذي يطمح الى انشاء "كوريا ثانية" في الشيشان. وأشار حسبولاتوف في حديث الى صحيفة "ارغومنتي اي فاكتي" نشر امس الى ان أحداث القوقاز "تتطابق بالكامل مع مصالح الاستراتيجية الاميركية". واضاف ان الحديث عن "العامل الاسلامي" مفتعل ويأتي ضمن محاولة تقوم بها الولاياتالمتحدة لجر روسيا الى مجابهة مع العالم رابطة العالم الاسلامي وفي مكةالمكرمة، أعربت الأمانة العامة لرابطة العالم الاسلامي عن "شديد الألم لتصاعد الأحداث الدامية في منطقة القوقاز ومقتل العديد من أبناء داغستان والشيشان بسبب القصف الروسي لغروزني وعدد من المناطق الآهلة بالسكان في داغستان، كما أعربت عن أسف الشعوب والأقليات والمنظمات الاسلامية المتمثلة في الرابطة وقلقها مما يجري في القوقاز". وجاء ذلك في بيان أصدره معالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي، حذر فيه من مخاطر ما يجري في منطقة القوقاز على السلم العالمي وعلى شعوب القوقاز خاصة، مشيراً الى ما يحدث من قتل للأبرياء نتيجة القصف الروسي في كل من جمهورية الشيشان وداغستان. وأهاب أمين عام الرابطة "بالشعوب والحكومات الاسلامية والهيئات والمؤسسات الاغاثية والخيرية لتقديم العون الاغاثي العاجل لشعب داغستان والشيشان والمهاجرين الفارين من البلدين، وذلك عن طريق القنوات الرسمية التي تضمن وصول المساعدات الى مستحقيها".