} أبو العلاء المعرّي شيخ المعرّة أو الشاعر الضرير "رهين المحبسين" كما قيل فيه لم يزل ذلك "المجهول" على رغم مرور قرابة ألف عام على وفاته. ولم يزل نتاجه، شعراً ونثراً وكذلك فكره، مثار جدال بل خلاف بين النقاد والقراء على السواء. وما برح ابو العلاء، شاعراً وناثراً يحتاج الى المزيد من الأبحاث الأدبية بغية إضاءة عالمه الرحب والعميق وإيضاح ما التبس في شعره وفكره. فديوانه "اللزوميات" لا يزال يفتقر الى ما يُسمّى "شرحاً" أسوة بمعظم الدواوين القديمة. وأبو العلاء الشاعر المبدع والصانع اللغوي الماهر و"الفيلسوف" المتسائل والمشكك يغدو على مرّ القرون شاعراً "معاصراً" من خلال مواقفه الغامضة والقضايا التي أثارها والتأملات التي حملها شعره ونثره. كتابه "رسالة الغفران" صدر حديثاً في مقاربة نقدية جديدة وتحقيق جديد يفتحان السجال حوله. حققه سليم مجاعص وأصدرته دار "أمواج" بيروت. أما الحدث الثاني فتمثل في صدور مختارات من شعره بالفرنسية اختارها وترجمها وقدّمها الدكتور سامي علي، ونشرتها دار "فيرتيكال" في باريس. ولعلّ المقدمة التي وضعها سامي علي للقصائد المترجمة تطرح اسئلة مهمة وجوهرية حول تجربة المعرّي، واختار عنواناً مثيراً للقصائد هو "أغاني الليلة القصوى". وعودة المعرّي الى المعترك الأدبي تؤكد مدى "معاصرته" وصموده أمام مزالق التاريخ. هنا قراءة في تجربة المعرّي الشعرية وقراءة في "رسالة الغفران" وأخرى عن المعرّي من خلال أمين الريحاني.