في ظلّ الحديث الاسرائىلي المتكرر عن الانسحاب من جنوبلبنان باتفاق أو من دون اتفاق، صدر امس موقفان بارزان لكل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سليم الحص في هذا الشأن. اعتبر الرئيس بري ان التصعيد العسكري الذي شهده الجنوب اول من امس والاعتداءات الجوية والبرية الاسرائىلية التي طاولت الاحياء السكنية للعديد من القرى والبلدات المحررة في الجنوب والبقاع الغربي "عيّنة أو مسطرة عن الخطة التي يدّعي فيها رئيس حكومة اسرائيل ايهود باراك انه يقدّمها هديّة للبنان عن الانسحابات". وأشار الى ان ما يعد به باراك يتضمن خديعة للعالم كله "والحقيقة هي ان باراك يعيد المنطقة كلها الى حال الحرب". وأكد بري خلال استقباله في دارته في المصيلح جنوبلبنان وفداً من النادي الاهلي في النبطية وعدداً من اعضاء المجلس البلدي والاختياري "انه سيضع في القريب العاجل حجر الاساس لبناء احدى أكبر المدارس الرسمية في لبنان في مدينة النبطية ومنطقتها اضافة الى ملعب رياضي يتمتع بالمواصفات الدولية". من جهته، قال الرئيس الحص تعليقاً على الكلام الاسرائىلي عن الانسحاب "اننا نتمنّى انسحاباً اسرائىلياً من الجنوب متزامناً مع انسحاب من الجولان وفقاً للقرارات الدولية". من جهة ثانية، رحّب الرئيس الحص بالدور الفرنسي في عملية التسوية في الشرق الاوسط "اذا كانت زيارة وزير الخارجية الفرنسي هوبير فدرين للبنان بداية لاطلاق دور فرنسي وأوروبي مكمّل للدور الاميركي". ووصف الحص لدى مغادرته السرايا، زيارة فدرين الى لبنان ب"الناجحة والمفيدة". وقال "اننا وجدنا لديه انفتاحاً على الموقف اللبناني ومتفهماً لهذا الموقف وخصوصاً لجهة تأكيدنا وحدة المسارين ومضمون القرار الرقم 425 وحلّ مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حيث رفض فدرين ان يكون هناك حلاً في هذا الصدد على حساب لبنان، كما تفهّم الوزير الفرنسي الموقف اللبناني من ناحية استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها عام 1996". وأكد وزير الدفاع غازي زعيتر، في تصريح لدى مغادرته امس الى دولة الامارات العربية المتحدة "ان موضوع الانسحاب من طرف واحد لا يزال في اطار مزاعم وادعاءات اسرائىلية، ولكن في حال أقدم العدو الاسرائىلي على الانسحاب من طرف واحد سنستمر في صراعنا معه". وأضاف "هناك تمسّك وتلازم بيننا وبين اشقائنا في سورية، فنحن ملتزمون بكل أرض عربية محتلة وخصوصاً في سورية".