علمت "الحياة" ان زيارة وزير الخارجية الفرنسية هوبير فدرين لدمشق ولقاءه الرئيس السوري حافظ الأسد ووزير الخارجية السورية فاروق الشرع، اتاحا له ان يطلع على الموقف السوري من المفاوضات مع اسرائيل ب"صيغته الأحدث". وخرج الوزير الفرنسي بانطباع ان الرئيس السوري غير مستعجل لكنه راغب في التوصل الى استئناف المفاوضات بشروطه، اي ضمان الانسحاب الاسرائيلي من الجولان حتى حدود 4 حزيران يونيو 67، من اجل استئنافها. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان الوزير الفرنسي سأل خلال لقائه الأسد هل يبقى متمسكاً بشرطه المسبق العودة الى خطوط 4 حزيران، فقال له الأسد ان موقفه "سيبقى ثابتاً طبعاً ولن يتغير لأن الأمر مرتبط بأرض سورية". ونصح فدرين "بالاستفادة من الفرصة التاريخية المتوافرة مع تغيير الحكومة في اسرائيل ووجود ايهود باراك في الحكم، وبدء المفاوضة معه والسعي الى الحصول على مطالبه خلالها". وعبّر الاسد عن رغبته في التوصل الى سلام، لكنه طالب بالعودة الى ما التزمه رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق الراحل اسحق رابين وتدركه واشنطن. وعن احتمال انسحاب اسرائيلي احادي الجانب من جنوبلبنان، كان انطباع فدرين ان "هذا الانسحاب هزيمة كبرى لإسرائيل لذلك فإن الأسد لن يمانع بمثله لكن موضوع المقاومة في رأيه سيبقى قائماً وستستمر". وترى مصادر فرنسية مطلعة ان احتمال الانسحاب السوري من لبنان، بعد السلام بين اسرائيل وسورية، ليس محسوماً مسبقاً لأنه يتوقف على موقف السلطات اللبنانية من هذا الامر، وعلى مختلف الافرقاء المعنيين بالصراع. الى ذلك، قالت اوساط مطلعة على لقاءات فدرين مع المسؤولين اللبنانيين ان "السلطات اللبنانية اكدت للجانب الفرنسي رغبتها في ان تنطلق مسيرة السلام وأن يتم الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان، لكن الانطباع الذي تركه محاورو الوزير الفرنسي هو ان لديهم تخوفاً من انسحاب احادي الجانب اذ ان ذلك سيؤدي الى وضع قد يكون غير مستقر، كما هي الاوضاع اليوم، ولذلك ابدى المسؤولون اللبنانيون اهتماماً بالغاً بما آلت اليه الاتصالات الدولية بالنسبة الى استئناف المفاوضات على المسار السوري لأن ذلك يحلحل الاوضاع". وأوضحت هذه الاوساط ان فدرين "لمس مزيجاً من الآمال والقلق لدى الجانب اللبناني الذي كان همه الآخر موضوع اللاجئين الفلسطينيين اذ ان الرئيس لحود نفى ان يكون هناك خلاف بين اللبنانيين على رفض التوطين". وعبر الجانب اللبناني، بحسب الاوساط، عن "القلق من ترتيبات محتملة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، قد لا تشمل فلسطينيي لبنان". وأكدت ان فدرين "مقتنع بوجوب الا تنطلق المفاوضات من دون السعي الى ايجاد مخرج لموضوع اللاجئين". ورأت ان "فرنسا تعتبر ان مناقشة هذا الموضوع يجب الا تقتصر على الاسرائيليين والفلسطينيين، لأن فرنسا بدأت تتحدث عن تشاور دولي في شأن اللاجئين، وليس مؤتمراً دولياً كما قالت اوساط صحافية، لاعتقادها ان هذه المسألة يجب ان تكون موضوع مناقشة بين دول عدة في اطار بنيوي، لكن هذا الطرح سابق لأوانه اليوم لأن المفاوضات لم تقترب بعد".