تصاعدت حدة التوتر بين موسكو وغروزني اثر دعوة وزير الداخلية الروسي اناتولي كوليكوف الى انزال "ضربات وقائية" ضد ما وصفه ب و"قواعد الشقاة" في الاراضي الشيشانية وحذرت غروزني من اندلاع حرب قوقازية جديدة، فيما اكد الناطق باسم الحكومة الروسية ان تصريح كوليكوف "لا يمثل وجهة النظر الرسمية". وكان وزير الداخلية الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ذكر ان الهجوم الذي تعرضت له قاعدة عسكرية فيدرالية في مدينة بويناكسك الداغستانية اواخر العام الماضي نظمته "عصابات" ترابط في الاراضي الشيشانية وقال ان موسكو "يحق لها انزال ضربات وقائية بقواعد الشقاة اينما كانت حتى داخل الاراضي الشيشانية". واضاف ان "الشقاة لا يفهمون لغة اخرى ويجب ان يبادوا". ويصنف كوليكوف على جناح "الصقور" وكان قائداً للقوات الفيدرالية في الاراضي الشيشانية في زمن الحرب واثارت تصريحاته ردود فعل فورية وغاضبة في غروزني حيث اعتبرها النائب الاول لرئيس الوزراء مولودي اودوغوف "برهان على ان الساسة الروس لا يمكن الوثوق بهم". وقال ان تنفيذ تهديدات الوزير سوف يعني "تجدد الحرب بكل ما يترتب على ذلك من عواقب". وكان الرئس الشيشاني أصلان مسخادوف اكد انه "لا توجد أي قواعد او مراكز لتدريب ارهابيين او مخربين" في اراضي الجمهورية ودعا موسكو الى "التخلي عن سياسة الوعيد والابتزاز". وكان تصريح مسخادوف رداً غير مباشر على بلاغ لوزارة الداخلية الروسية اشار الى ان الهجوم على بويناكسك كان اختباراً عملياً لمجموعات تخريبية تدربت في معسكر داخل الاراضي الشيشانية باشراف القائد الميداني العربي الاصل "خطاب" وذكرت موسكو في حينه ان سبعة من العرب شاركوا في الهجوم. ووصف أودوغوف التصريحات الاخيرة لوزير الداخلية بانها "استفزاز هدفه تقويض التسوية السلمية" وذكر ان انزال ضربات بالاراضي الشيشانية سيؤدي الى "تفجير القوقاز وسلخه عن روسيا في خاتمة المطاف". وفي محاولة لاحتواء الازمة اعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الروسية ايغور شابدورسولوف ان اقوال نائب رئيس الوزراء هي "رأي شخصي ... لا يعبر عن وجهة نظر رسمية". وأضاف ان كوليكوف لم يناقش مقترحات في هذا الصدد مع رئيس الحكومة فيكتور تشيرنوميردين ولم يطلع عليها رئيس الدولة بوريس يلتسن، الا انه قال ان "لكل مسؤول معني بموضوع التسوية في القوقاز حقاً في ابداء رأيه". ويذكر ان الرئيس يلتسن كان اعلن نيته زيارة غروزني الشهر الجاري الا ان الزيارة ارجئت بعد حادث بويناكسك وتهديدات القائد الميداني المتطرف سلمان رادويف ب "اعدام" الرئيس الروسي حال وصوله الاراضي الشيشانية.