اعلنت القوات المسلحة الشيشانية ان معارك عنيفة دارت امس على بعد 15 كيلومتراً شمال غربي غروزني حيث حاول الروس التقدم في اتجاه المدينة واصطدموا بمقاومة الشيشان. واستخدمت في الاشتباكات المدفعية الثقيلة والاسلحة الرشاشة واوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجانبين. وقال الروس ان حوالي 400 من مقاتلي "طالبان" وصلوا الى الشيشان قادمين من باكستان للمشاركة في القتال ضدهم. وعلى صعيد آخر، رد الرئيس الروسي على كلام لنائب الرئيس الاميركي آل غور، مؤكداً أنه يسيطر على القرار وان صحته على ما يرام، مفنداً ادعاءات الاخير. موسكو - "الحياة"، أ ف ب - أعلنت القوات المسلحة الشيشانية ان معارك عنيفة دارت امس الاثنين حول تولستوي - يورت وبيرفومايسكايا 15 كيلومتراً شمال غربي غروزني حيث حاول الروس التقدم واصطدموا بمقاومة الشيشان. وقال رئيس المكتب الصحافي للقوات المسلحة الشيشانية فاخا ابراهيموف ان القوات الروسية حاولت الاقتراب من غروزني عبر التقدم نحو هاتين البلدتين. واضاف المصدر نفسه ان هذه الاشتباكات التي استخدمت فيها المدفعية الثقيلة والهاونات والاسلحة الرشاشة، اوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجانبين. وقال المسؤول في الرئاسة الشيشانية عبدي بطلوف ان القوات الروسية حاولت مساء اول من امس التقدم نحو غروزني، لكنها عادت الى مواقعها السابقة بعدما منيت بخسائر. وفي موسكو، نفى المكتب الصحافي الروسي المسؤول عن النزاع في القوقاز ان تكون القوات الروسية قامت بتحركات من هذا القبيل. واوضح ابراهيموف ان معارك دارت ايضاً حول انجل - يورت في شرق الجمهورية مقاطعة غوديرم قرب الحدود مع داغستان، مشيراً الى قصف مدفعي روسي قرب ساماشكي وسرنوفودسك غرب وقرب بيرفومايسكايا الى الغرب من غروزني. وافاد المكتب الصحافي للرئاسة الشيشانية ان القصف الروسي أوقع ليل الاحد - الاثنين ستة قتلى في بلدة فتوروي اوتدلني على بعد ثلاثين كيلومتراً شمال غربي غروزني وسبعة قتلى في كومسومولسكوي جنوب، منطقة اوروس - مارتان. من جهته، اشار المركز الصحافي الروسي الى قصف روسي على مواقع المقاتلين الشيشان في كومسومولسكوي وفيدينو جنوب شرق وغوديرم شمال شرق. وافادت وزارة الدفاع الروسية ان حوالي 400 من مقاتلي حركة طالبان وصلوا الى الشيشان في الايام الاخيرة قادمين من باكستان للمشاركة في القتال ضد الروس. وقال المركز الصحافي الروسي ان 500 عنصراً آخرين يتهيأون للسفر بعد انجاز استعداداتهم في معسكرات داخل افغانستان بإشراف مدربين عرب وباكستانيين. وذكر المركز الاعلامي ان الذين انتقلوا اخيراً الى الشيشان هم من العرب ودخلوا عبر الحدود الجنوبية للشيشان أي عبر اذربيجان او جورجيا. وذكرت هيئة الاركان الشيشانية ان القوات الروسية تحاول تطويق بلدة باموت قرب الحدود الانغوشية وبلدة بيرفومايسكوية التي تبعد عشر كيلومترات عن غرزوني. واعترف ديوان الرئاسة الشيشاني بان الاتصالات بين غروزني والمناطق الغربية من الجمهورية انقطعت بعد استيلاء القوات الفيديرالية على طريق نزران - غرزوني. وقصفت المدفعية الروسية مطاراً ثانوياً في غروزني لم يستخدم منذ عشر سنوات، واغارت الطائرات على ضواحي العاصمة. وذكر السكرتير الصحافي للرئيس الشيشاني مسلم عبدالمسلموف ان اصلان مسخادوف سيوقع قريباً خطة اعدها العسكريون باسم "الجهاد 2" وهدفها "انزال ضربة موجعة" بالقوات الفيديرالية وارغامها على الانسحاب. ويذكر ان الشيشانيين اطلقوا اسم "الجهاد 1" على خطة ادت عام 1996 الى استعادتهم العاصمة غروزني. وإلى جانب اقامة تحصينات دفاعية والقيام بهجمات مفاجئة على القوات الفيديرالية لم يغلق الشيشانيون باب الحوار، وأكد نائب رئيس الوزراء كازبك ماخاشيف ان مسخادوف اطلع على نتائج اللقاء الذي عقده قادة جمهوريات شمال القوقاز في مدينة يسينتوكي يوم السبت الماضي، الا انه رفض التحدث عن موقف غروزني منها. واصدر رئيس جمهورية اوسيتيا، الكسندر دزاسوخوف الذي يعد من الساسة المتنفذين على الصعيد الفيديرالي بياناً امس ذكر فيه ان المجتمعين تلقوا من مسخادوف "مقترحات بنّاءة" واجمعوا على ان "احتياطي الحوار السياسي لم يُستخدم بعد". ودعا الى اشراك القيادات الشيشانية في "حملة مكافحة الارهاب". وبعد احتجاب دام ثلاثة اسابيع ظهر الرئيس الروسي بوريس يلتسن امس على شاشات التلفزيون لتفنيد اشاعات عن مرضه. ونفى احتمال اقالة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين وأيد قيادة الاخير للعمليات في القوقاز. ولم يعد الحديث عن تدهور صحة الرئيس الروسي امراً غير مألوف، الا ان اعلان نائب الرئيس الاميركي البرت غور عن وجود ما يبرر "القلق على صحة يلتسن وقدرته على قيادة الدولة"، اثارت ضجة واسعة في موسكو. وبادر السكرتير الصحافي للكرملين ديمتري ياكوشكين الى التأكيد على ان صحة الرئيس "على ما يرام وانه يسيطر على القرار السياسي". واعتبر ان هناك من قدم "معلومات غير صحيحة" الى غور. وظهر يلتسن شخصياً في مكتبه في الكرملين امس بعد ان اعتكف فترة في منزله الذي يبعد 100 كيلومتر عن العاصمة، وعند استقباله رئيس الوزراء فلاديمير بوتين لم يتطرق الى تصريحات غور لكنه تحدث طويلاً الى عدد من الصحافيين "المختارين" بعناية، وفنّد ما نشرته الصحف الروسية عن احتمال اقالة رئيس الحكومة وذكر ان ما يقال عن "برود" في العلاقات بين الكرملين ورئيس الوزراء "كذب". وامتدح رئيس الدولة بوتين لقيامه ب"عمل نافع في شمال القوقاز" وايد قيادته العمليات هناك. وانضم الى الاجتماع الثنائي لاحقاً وزير الدفاع ايغور سيرغييف لمناقشة الوضع الميداني في الشيشان. ولم تكشف تفصيلات عما دار في الاجتماع.