أطلق ويليام هيغ زعيم حزب المحافظين "ثورة الحس السليم" في كلمته التي القاها في اليوم الاول للمؤتمر السنوي للحزب الذي عقد امس في بلدة بلاكبول الساحلية شمال انكلترا. وتعهد هيغ تخفيف العبء عن كل دافعي الضرائب خلال خمس سنوات من عودة المحافظين الى الحكم. وتقوم "ثورة الحس السليم، التي وصفها هيغ بانها "إعادة السلطة الى الشعب"، على اعتماد 60 سياسة جديدة، من ضمنها تسليم مسؤولية ادارة المدارس الى الاباء والامهات. وسيُرغم العاطلون عن العمل على قبول أي وظيفة تُعرض عليهم، وسيفقدون الاعانة الحكومية اذا رفضوا العرض. ويتمثل التعهد الرئيسي على صعيد الخدمات الصحية باعطاء اوقات انتظار مضمونة لحين رؤية اخصائي او اجراء عملية جراحية. وعلى صعيد اوروبا، كرر هيغ موقفه بعدم الانضمام الى العملة الاوروبية خلال دورة البرلمان المقبلة. وقال "عندما يفوز حزب المحافظين في الانتخابات المقبلة، ستتوقف محاولة دفع البلاد للانضمام بسرعة الى العملة الموحدة الاوروبية، ولن نلغي الجنيه الاسترليني". ويأمل هيغ ان تساهم ورقة الموقف المناهض للعملة الاوروبية في تعزيز موقع حزبه وسط الناخبين. لكن من المحتمل ان تكون هذه التقديرات خاطئة. فقد اظهر استطلاع للرأي نشر امس في صحيفة "ذي غارديان" ان 23 في المئة من الناخبين اعتبروا ان استبعاد الانضمام الى العملة الموحدة في دورة البرلمان المقبلة سيزيد احتمال التصويت لصالح حزب المحافظين، لكن 25 في المئة قالوا انه سيُضعفه. ويأمل هيغ ان يمثل اطلاق "ثورة الحس السليم" نقطة انعطاف بالنسبة الى حزبه، لكن استطلاعات الرأي الحالية لا تبعث على التفاؤل. واظهر استطلاع نشرت نتائجه صحيفة "دايلي تلغراف" امس انه اذا اُجريت انتخابات عامة غداً فان 52 في المئة من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع سيصوتون لحزب العمال، مقابل 29 في المئة لصالح المحافظين. وهو تحسن ضئيل بالمقارنة مع 27 في المئة في اواخر اب اغسطس الماضي، لكنه لا يزال أقل من نسبة 4،31 في المئة التي حصل عليها المحافظون في آخر انتخابات عامة في 1997. وطفت مجدداً على السطح الانقسامات القديمة داخل الحزب، في ما وصفه مراقبون بانه "معركة الديناصورات". وشن رئىس الوزراء السابق جون ميجور هجوماً عنيفاً على سلفه مارغريت ثاتشر في سيرة حياته الذاتية التي بدأت "صنداي تايمز" نشرها في حلقات. وافادت "صنداي تايمز" ان ثاتشر سخرت من هيغ خلال حفلات عشاء خاصة، ووصفته ب "وي ويلي" ويليام الصغير. لكنها اشادت به في مقالة نشرتها "دايلي تلغراف" امس، وقالت انه يقود حزبه "بشكل رائع. واضح انه من احسن قادة المعارضة الذين امتلكهم حزبنا، او أي حزب". ومن بين احداث المؤتمر المثيرة للاهتمام اليوم اجتماع آخر على هامش اعماله يتحدث فيه مايكل بورتيللو وزير الدولة السابق لشؤون الدفاع الذي لا يزال يعتبر احد المرشحين المحتملين لقيادة الحزب في المستقبل. لكن من المحتمل ان تكون حظوظه تأثرت سلباً اثر تصريحاته الاخيرة بانه جرّب الشذوذ الجنسي عندما كان شاباً. واظهرت نتائج استطلاع للرأي نشرتها "دايلي تلغراف" امس ان هذه الاعترافات جعلت 25 في المئة من المحافظين اقل ميلاً لاختياره كزعيم للحزب.