} تحدى الآلاف من المعارضين في صربيا الاجراءات الحكومية وواصلوا تظاهراتهم في العاصمة بلغراد ومدن اخرى، مطالبين باستقالة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش، فيما هدد الحزب الراديكالي الصربي المتطرف المشارك في الحكومة التي يقودها الاشتراكيون بتدمير مقار أحزاب "التحالف من أجل التغيير" في أنحاء البلاد. نقلت محطات الاذاعة والتلفزيون في صربيا أمس الاحد بياناً لوزارة الداخلية حذر المتظاهرين المناهضين للرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش من السير في شوارع بلغراد والمدن الأخرى و"عرقلة حركة وسائط النقل واثارة الفوضى والاعتداء على حرية المواطنين". واشار البيان الى ان الاجهزة الأمنية "لن تتسامح مع الذين يتعمدون خرق القوانين والانظمة المعمول بها في صربيا". وأوضح البيان ان على قادة التظاهرات الالتزام بالتعليمات وان تقتصر تجمعاتهم على الساحات من دون السير في الشوارع. وأعلن رئيس الحزب الديموقراطي زوران جينجيتش زعيم "التحالف من أجل التغيير" الذي يقود التظاهرات ان "الشعب لن يرضخ للتهديدات الحكومية وسيواصل حملته في كافة أرجاء صربيا حتى يتنحى ميلوشيفيتش وتتحقق اصلاحات سياسية جذرية في مجال الديموقراطية". ووصف تراجع المتظاهرين ليل أول من أمس عن التوجه الى المستشفى المركزي في بلغراد الذي يعالج فيه 20 شخصاً من جرحى المسيرات الاحتجاجية بأنه "مثّل انتصاراً للقوى الديموقراطية على ديكتاتورية النظام الذي يبحث عن ذرائع لإراقة دماء الشعب الصربي". وكان المتظاهرون أرادوا التوجه الى المستشفى لإظهار تضامنهم مع الجرحى، إلا أنهم تراجعوا الى ساحة الجمهورية في وسط بلغراد التي انطلقوا منها بعدما منعتهم الوحدات الأمنية من مواصلة مسيرتهم. وشهدت حوالى 20 مدينة صربية اضافة الى العاصمة بلغراد، تظاهرات ضد الرئيس ميلوشيفيتش، من بينها زرينيانين 132 كلم شمال بلغراد ذات الأهمية في المجالات الصناعية المعتمدة على الانتاج الزراعي الوفير في المنطقة، حيث تجمع اكثر من 10 آلاف شخص بناء على دعوة "التحالف من أجل التغيير" في هذه المدينة. وعلى رغم استمرار التظاهرات فإن مراقبين يرون ان المعارضة المنظمة للحملة ضد ميلوشيفيتش تواجه اختباراً صعباً في ظل مخاوف لدى قادة "التحالف من أجل التغيير" من ان تفقد الحركة الاحتجاجية زخمها وتخفق في تحقيق أهدافها الرامية الى تغيير النظام في صربيا. ومن جهة اخرى، نشرت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد امس بياناً للحزب الراديكالي الصربي اتهم "التحالف من أجل التغيير" بشن هجوم بالقنابل الحارقة على أحد مقاره في ضاحية زيمون شمال غربي بلغراد. وهدد البيان بأنه لن ينجو مقر لأي حزب في "التحالف من اجل التغيير" اينما كان في أنحاء صربيا من التدمير "إذا تعرض أي مقر أو مركز للحزب الراديكالي بعد الآن الى اعتداء من قبل خونة الشعب الصربي". ووصف "التحالف من أجل التغيير" بأنه "تجمع تخريبي حسب النوعية التي تعلمها زعيمه جينجيتش اثناء وجوده في المانيا لفترة طويلة من تلاميذ هتلر الذين يعتبرون الشوارع وحدها ميداناً للديموقراطية الخاصة بهم".