أعلن ايفيتسا داتشيتش الناطق باسم الحزب الاشتراكي الصربي الذي يتزعمه الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش انه لا يوجد حالياً اي مبرر يدعو الى اجراء انتخابات طارئة "لعدم وجود ازمة برلمانية في صربيا". ووصف داتشيتش المطالبين بانتخابات مبكرة بأنهم "يتحدثون بلغة الأسواق الشعبية"، مشيراً الى ان مثل هذه الأمور "لا تخص فوضى الطاولات المستديرة التي هي من امراض اطفال شفيت صربيا منها منذ أمد بعيد". وأوضح ان الحزب الاشتراكي لا يعارض التباحث في مسائل الانتخابات عموماً وقوانينها، "شرط ان يتم ذلك من خلال الشرعية التي تتمتع بها الاحزاب الممثلة في البرلمان فقط". والى ذلك، أفاد رئيس الحزب الراديكالي فويسلاف شيشيلي نائب رئيس حكومة صربيا ان الحكومة لا تعتزم اجراء انتخابات رئاسية او برلمانية "لكنها قد تنظم انتخابات محلية بلدية مبكرة العام المقبل". وأضاف انه لا يمكن للأحزاب "الهامشية" ان تفرض ما تشاء "لأن الانتخابات ليست معارض ازياء، كما ان السلطة هنا في صربيا لا يمكن ان تقدم هدايا خاصة في المناسبات". ومعلوم ان قرار اجراء انتخابات مبكرة - حسب دستور جمهورية صربيا - هو من صلاحيات رئيس الجمهورية ميلان ميلوتينوفيتش من الحزب الاشتراكي او البرلمان المتكون من 250 نائباً ويهيمهن الحزبان الاشتراكي والراديكالي على 191 مقعداً فيه، ما يجعل الامور تسير حسبما يرتأيه الائتلاف الحكومي. ورداً على الموقف الحكومي، اصدر 14 حزباً معارضاً في صربيا بياناً مشتركاً امس الجمعة، رفضوا فيه المشاركة في اي عملية انتخابية محلية او بلدية "ما لم تسبقها انتخابات رئاسية وبرلمانية". واعتبرت هذه الاحزاب ان اقامة انتخابات محلية "هي محاولة للالتفاف على الاقتراحات التي عرضتها المعارضة لحسم الأوضاع المضطربة في صربيا". وأشار البيان الى ان المعارضة ستعمل على تصعيد حملتها الشعبية الرامية الى "ارغام ميلوشيفيتش على القبول بمطالبها الديموقراطية". ومن بين الأحزاب التي وقعت البيان، الديموقراطي بزعامة زوران جينجيتش وحركة التجديد الصربية بزعامة فوك دراشكوفيتش والتنظيمات السياسية في كل من اقليم فويفودينا المجريين ومنطقة السنجاق المسلمين البوشناق. ويشير مراقبون الى ان الموقف الجديد للائتلاف الحكومي في صربيا يتناقض مع الاشارات السابقة التي صدرت عنه في شأن عدم الممانعة باجراء انتخابات مبكرة. وكان الرئيس ميلوشيفيتش وزوجته ميرا ماركوفيتش زعيمة حزب اليسار الموحد حضرا احتفالات عدة في الأيام الاخيرة في الذكرى ال55 لتحرير بلغراد نهاية الحرب العالمية الثانية ومناسبات اخرى. وألقيا كلمات بدت وكأنها رسائل موجهة الى قوى المعارضة التي بدأت تظاهراتها تفقد زخمها بعد مرور اكثر من شهر على تجمعاتها اليومية.