وقف المجلس البلدي في بلغراد مع المعارضة، ودان "محاولة اغتيال" رئيس حزب "حركة التجديد الصربية" فوك دراشكوفيتش، وطالب بتنحي الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش عن السلطة. ووصف نائب رئيس حكومة صربيا توميسلاف نيكوليتش ما قاله دراشكوفيتش عن حادث السير "العادي" الذي تعرض له واطلاقه اتهامات "غير مسؤولة ضد جهات حكومية"، بأنه "تصريحات متهورة". واعتبر ان ابتعاد دراشكوفيتش عن المسرح السياسي الصربي "لا يناسب الحكومة التي هي في حاجة إليه اعتماداً على مواقفه المعتدلة الداعية إلى حل المشاكل السياسية في البلاد من خلال الاحتكام إلى الشعب عن طريق الانتخابات". وأشار نيكوليتش إلى أن الجهة الوحيدة المستفيدة من غياب دراشكوفيتش عن الساحة السياسية الصربية هي الولاياتالمتحدة "التي ترى فيه وسطاً غير مطيع يحول دون توزيع كل السياسيين في صربيا إلى خانتين متخاصمتين، حكومية ومعارضة"، إلا أنه استبعد ان تكون واشنطن "قادرة على تنفيذ حادث اغتيال في صربيا". ووافقت غالبية أعضاء المجلس البلدي لمدينة بلغراد وضواحيها على إدانة "حادث اغتيال" دراشكوفيتش و"استخدام السلطات العنف ضد المتظاهرين المطالبين باستقالة ميلوشيفيتش". وجاء في بيان صدر عن المجلس أنه خلال 12 سنة الأخيرة منذ مجيء ميلوشيفيتش إلى السلطة "قتل آلاف الجنود والمدنيين ودمرت المجالات الاقتصادية والبنية التحتية للبلاد، وأصبح المواطنون على حافة الفقر". وشدد البيان على الربط بين حياة الشعب الصربي و"انصراف ميلوشيفيتش عن التحكم بمصير صربيا". ومن جهة أخرى، شنت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد أمس السبت هجوماً عنيفاً على الاتحاد الأوروبي الذي وجه دعوة إلى عدد من زعماء المعارضة في صربيا لحضور اجتماع وزراء خارجيته في لوكسمبورغ "الذي أعلن أنه سيقدم الدعم للعاملين من أجل الاستيلاء على السلطة بأساليب غير مشروعة". وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي "مخطئ في محاولاته غير المجدية لأن الشعب الصربي يمقت مثيري القلاقل والفوضى في بلاده". ووصفت زوران جينجيتش وغيره من زعماء "التحالف من أجل التغيير" بأنهم "شخصيات سياسية هامشية تعهدوا منذ شهرين لأسيادهم في العواصم الغربية إسقاط النظام الحاكم في صربيا ويوغوسلافيا بالقوة". وأضافت صحيفة "بوليتيكا": "ان من سوء حظ الصقور في واشنطن ولندن وبون وغيرها من العواصم الغربية ان مخططاتهم بائسة، ولهذا فإنها لم تفلح وذهبت هباء مئة مليون دولار رصدتها لشراء السياسيين الذين خانوا بلادهم حتى أثناء العدوان البربري الذي شنه الحلف الأطلسي على مواطني صربيا ويوغوسلافيا".