قال نائب حاكم دبي وزير المال والصناعة في دولة الإمارات الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم إن عودة النشاط إلى الاقتصاد الإماراتي بدأت فعلاً. وتوقع ان تظهر مؤشرات الانتعاش الايجابية على معظم قطاعاته خلال الأشهر القليلة المقبلة، مؤكداً ان الاقتصاد الإماراتي كان في الأشهر الماضية من أقل الاقتصادات العربية تأثراً بالركود بفضل موقعه الاقليمي وتنوع مصادر دخله. وأعرب المسؤول الإماراتي عن أمله في أن تخرج الموازنة الاتحادية لدولة الإمارات للسنة 2000، من دون عجز بين الايرادات والنفقات. وقال: "على رغم عدم ارتباط موازنة الإمارات بتغيرات أسعار النفط، كما هو الحال في الدول الرئيسة المنتجة، إلا أنه من المؤمل أن تكون موازنة السنة 2000 متوازنة بفضل إدارة الموارد وترشيد الانفاق". وكان الشيخ حمدان آل مكتوم يرد على الصحافة خلال افتتاح معرض الشرق الأوسط لتكنولوجيا المعلومات "جيتكس 99" الذي بدأ أعماله أمس. وقال رداً على سؤال حول موعد افتتاح سوق الإمارات للأوراق المالية والسلع البورصة: "إن ذلك سيتم قريباً، ولم يحدد موعداً، إلا أنه أشار إلى أن الدوائر الاقتصادية الاتحادية والمحلية المعنية تراجع التعديلات النهائية على مشروع السوق والهيئة ومن المقرر ان تُنجز قريباً تعديلاتها تمهيداً لإصدار القانون بصيغته النهائية قبل الشروع في انشاء البورصة. وشارك في معرض "جيتكس" أكثر من 465 عارضاً من 35 دولة يمثلون 1500 شركة تُعنى بمختلف جوانب صناعة التكنولوجيا في العالم والمنطقة تعرض جديدها في أسواق الشرق الأوسط بعدما تحول المعرض إلى حدث سنوي لشركات التكنولوجيا للتباري في تقديم الجديد. وتأتي المشاركة الكبيرة للشركات الدولية والمساحات الواسعة التي حجزتها في المعرض والمبالغ الكبيرة التي أنفقتها على تجهيز أجنحتها، على رغم الحديث عن ركود في أسواق الخليج نتيجة تأثر قطاعاتها الاقتصادية سلباً بتراجع عائدات النفط، وعلى رغم الأزمة المالية التي شهدتها دول جنوب شرقي آسيا. وقال عاملون في صناعة التكنولوجيا "إن أسواق الخليج لا تزال واعدة على رغم التراجع في أسعار النفط، إذ شهدت السنة الجارية نمواً اضافياً تقدر نسبته بنحو عشرة في المئة على صعيد تكنولوجيا المعلومات بشكل عام. وسجل الطلب على مبيعات الأجهزة الشخصية زيادة تصل إلى 15 في المئة في المتوسط مقارنة بحجم المبيعات العام الماضي. وعلى رغم تراجع النفط والعائدات، لكن السوق في الخليج لا تزال جيدة، لأن الانفاق الحكومي لم يتقلص بشكل كبير، فيما القطاع الأهلي يواصل توسعه في عدد من القطاعات، خصوصاً الخدمية منها. وشهد "جيتكس" عرضاً للمنتجات والملحقات التقنية المصممة للاستخدام المكتبي والأجهزة والبرامج المالية والمصرفية، وأنظمة التصميم الغرافيكي بواسطة الكومبيوتر، وأجهزة الكومبيوتر الشخصية وشبكات الكومبيوتر، ومنتجات الانترنت، وأنظمة تصفح الانترنت ومقدمي خدمات الانترنت، وبرامج تصميم صفحات الانترنت. كما شهد "جيتكس" عرضاً للمئات من أحدث التطبيقات والبرامج العربية التي يُتوقع ان تسهم في اجتذاب عدد من الزوار، وسط توقعات بإبرام عدد من الصفقات والعقود والاتفاقات الكبرى، إضافة إلى طرح أحدث التقنيات التي من شأنها المساهمة في تحديد المعالم المستقبلية لقطاع تكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط. وقال الشيخ حمدان آل مكتوم إن معرض "جيتكس" يعد أبرز حدث للمتخصصين من انحاء المنطقة للتفاعل مع أحدث التقنيات العالمية والسعي لتبني ما يناسبهم منها، مشيراً إلى أن دبي تعتزم تكثيف الجهود التي تستهدف استقطاب عدد أكبر من شركات التكنولوجيا المتقدمة إلى الإمارات، تمهيداً للتحول من مركز اقليمي لتجارة أنظمة الكومبيوتر إلى أحد مراكز التطوير والتوزيع والتسويق العالمية، لافتاً إلى أن "مدينة دبي للانترنت" التي اطلقتها حكومة الإمارات أول من أمس تأتي في هذا الإطار.