قالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان مسؤولين سوريين واتراكا اتفقوا امس على "الحفاظ على امن الحدود" السورية-التركية وفتح بوابة حدودية جديدة في مدينة "تل ابيض" على مدى 24 ساعة، واقامة منطقة حرة لتبادل البضائع المحلية، بعدما ابدت انقرة استعدادها ل"بحث جدي لملف المياه" خلال اجتماعات اللجنة الاقتصادية المقبل في الاسابيع المقبلة. جاء ذلك خلال محادثات جرت امس في مدينة الرقة بين المحافظ الدكتور محمد نفاخ ووالي اورفة التركية شهاب الدين هاربوت في حضور مسؤولي الامن وحرس الحدود المحليين. واوضحت المصادر ان نفاخ "اكد على ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين" بعدما شكر هاربوت سورية على تقديم المساعدات المادية لمتضرري الزلزال الذي ضرب تركيا اخيراً. وتابعت المصادر ان المحادثات تناولت "نقل مركز تل ابيض الحدودي من الدرجة الثالثة الى الدرجة الاولى والدوام فيه على مدى 24 ساعة يومياً، بعد نقله الى شرق المدينة وتوسيعه لتسهيل تبادل الزيارات بين الاقارب والعائلات على جانبي الحدود في الاعياد والمناسبات"، اضافة الى "فتح سوق مشتركة على الحدود لتبادل البضائع" و"معالجة موضوع تبادل عبور سيارات نقل المازوت والسياحية، وتطوير العلاقات الزراعية والثقافية والرياضية" بين سورية وتركيا. وكان البلدان وقعا في تشرين الاول اكتوبر العام الماضي اتفاقا امنياً انهى ازمة سياسية كادت تؤدي الى مواجهة عسكرية، ادى الى عقد اجتماعات امنية متكررة بين رئيس شعبة الامن السياسي السوري اللواء عدنان بدر حسن ورئيس الجيش الثاني التركي يالمان ايطاش. وقالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان محادثات وزيري الخارجية فاروق الشرع واسماعيل جيم الشهر الماضي في نيويورك تناولت "عقد اجتماعات اللجنة الاقتصادية العليا في الخريف الجاري"، وان اتصالات ديبلوماسية تجري لترتيب موعد محدد. وقالت المصادر المطلعة ان جيم ابدى للشرع "استعداد تركيا لبحث جميع المواضيع بما في ذلك ملف المياه بين البلدين"، علماً ان دمشق تطالب بالدخول في مفاوضات جدية لتوقيع اتفاق نهائي للمياه يعمل به البلدان بدلاً من الاتفاق المرحلي للعام 1987، الذي نص على تصريف تركيا مايزيد عن 500 متر مكعب في الثانية من اجمال تدفق نهر الفرات البالغ نحو الف متر في الثانية.