اتفقت سورية وتركيا على آلية عمل، قد ينضم اليها لبنان، عبر "صيغة ثلاثية" لپ"محاربة" حزب العمال الكردستاني بصفته "حركة ارهابية"، وتعهدت دمشق بعدم السماح بأي نشاط يهدد الأمن التركي في مقابل امتناع تركيا عن التحرش بالمواطنين السوريين على الحدود بينهما. وبذلك طوى الجانبان صفحة اقامة زعيم "حزب العمال" عبدالله اوجلان الذي انتقل الى موسكو، بحسب القناعة التركية. وتوجه الى موسكو مساعد وزير الخارجية التركي محمد ايرتمجليك في محاولة لإقناع المسؤولين هناك بتسليم أوجلان الى انقرة. وقالت شبكة "ان.تي.في" التلفزيونية التركية ان ايرتمجليك سيلتقي نائب ويزر الخارجية الروسي فيكتور بوسوفاليوك للبحث معه في مسألة استرداد أوجلان. وفي عودة الى المحادثات بين دمشقوانقرة، كشفت مصادر تركية مطلعة ان رئيس جهاز الامن والاستطلاع للقوات السورية العاملة في لبنان اللواء غازي كنعان شارك في اجتماعات اللجنة الامنية السورية - التركية. وكان رئيسا الوفدين، رئيس شعبة الامن السياسي السوري اللواء عدنان بدر حسن، والمستشار في وزارة الخارجية التركي اوغور زيال وقعا مساء اول امس "اتفاقا" في ختام اجتماعات جرت في سيحان قرب مدينة أضنه التركية شمال الحدود المشتركة. وعلمت "الحياة" ان الوفد السوري الذي استخدم طائرة خاصة ضم، الى اللواء بدر حسن واللواء كنعان، رئيس ادارة المخابرات العامة اللواء علي الحوري ومعاون وزير الداخلية العميد طاهر بكفلوني، اضافة الى رئيسة دائرة أوروبا الغربية في الخارجية السفيرة صبا ناصر والمستشار في الوزارة عبدالعزيز الرفاعي الذي كان سفيراً لسورية في انقرة. واوضحت المصادر ان الجانب السوري "نجح في عدم الاشارة بأي شكل من الاشكال الى مسألة الاعتراف بالحدود القائمة وبضم لواء الاسكندرون هاتاي باللغة التركية الى تركيا مع ان الوفد التركي ذكر ذلك في مسودة الاتفاق". وقالت المصادر التركية لپ"الحياة" ان الجانين اتفقا على اقامة "خط هاتفي مباشر" بين جهازي المخابرات وان "مراقبيْن تركييْن سيزوران الاراضي السورية للتحقق من اغلاق معسكرات حزب العمال التي تعهد السوريون عدم السماح بالعمل فيها ثانية إضافة الى اعتقال أي عضو في حزب العمال مع احالة عناصر حزب العمال المعتقلين نحو 400 شخص على القضاء، وان الوفد السوري قدم اسماء هؤلاء وطرح احتمال قيام أتراك بزيارتهم في السجون السورية". وأضافت المصادر ان الجانب السوري "تعهد ايضاً بعدم السماح بأي نشاط يهدد الامن التركي، في مقابل منع العسكريين الاتراك من التحرش بالمواطنيين السوريين على الحدود وإحالة المتهمين الى القضاء مع تعهد مستقبلي بالبحث جدياً في تطوير العلاقات وعدم قيام الاتراك بما يهدد الامن السوري". ولاحظت المصادر المطلعة ذاتها أنها المرة الاولى التي يعترف مسؤولون سوريون بأن حزب العمال "حركة إرهابية" مع التعهد بپ"حجب أي دعم مالي للحزب في الاراضي السورية"، مشيرةً الى انهما اتفقا ايضاً على "آلية مستمرة" ربما سينضم اليها اللبنانيون بعدما يقوم المسؤولون في انقرةودمشق نتائج محادثات أضنه. وأشارت الى ان الخطوة المقبلة ستكون لقاء وزيري الخارجية السوري السيد فاروق الشرع والتركي اسماعيل جيم في حضور نظيرهما المصري السيد عمر موسى لپ"البحث في تطوير العلاقات السياسية وتدشين استئناف الحوار السوري - التركي في مجالات السياسة والمياه ضمن اللجان الثنائية"، ذلك بعدما نقل جيم "الاجواء الايجابية" الى العسكريين الاتراك في اجتماع عقد اول امس في الخارجية في انقرة. في دمشق، وفي أول موقف رسمي سوري من اجتماعات أضنه أعلنت امس "الوكالة السورية للانباء" سانا ان المحادثات جرت "في جو ايجابي وصريح حيث عرض الجانب التركي هواجس تركيا الامنية وما تسببه اعمال العنف والارهاب من ضحايا لا سيما في جنوب شرقي تركيا"، مشيرة الى ان الوفد السوري جدد تأكيد ان "الاراضي السورية لم تكن منطلقاً لأعمال ونشاطات تستهدف أمن تركيا وان حزب العمال هو حزب غير مشروع وغير مرخص له ولا توجد له أية قواعد او معسكرات في سورية، كما لا يسمح له بممارسة أي نشاط في الأراضي السورية او انطلاقا منها". واوضحت "سانا" ان وجهات نظر الجانبين كانت "متفقة على ان لا يسمح لأي نشاط يستهدف أمن تركيا واستقرارها انطلاقا من الاراضي السورية على اساس مبدأ المعاملة بالمثل، أي لا تسمح تركيا ايضا لأي نشاط يستهدف أمن سورية واستقرارها انطلاقا من الأراضي التركية". وفيما اشارت الى ان الجانبين اتفقا على "آلية عمل مشتركة لتبادل المعلومات عبر خط ساخن بين المسؤولين الامنيين في البلدين أو عبر سفارتي البلدين"، نفت "ما تناقله بعض وسائل الاعلام عن وجود آلية للتفتيش. وخلافا لهذه الآلية تبادل المعلومات لم يتم الاتفاق على شيء، لأن هذه الآلية كافية، خصوصاً مع توافر مناخ الثقة والارادة السياسية بين البلدين".