تواصلت ردود الفعل العراقية امس، على الانباء التي ذكرت أول من أمس، نقلاً عن مصادر عراقية من لون واحد، ان اجتماعاً شاملاً للمعارضة العراقية سيعقد قريباً في الولاياتالمتحدة الاميركية. وركزت الردود على ان هذه الانباء عارية عن الصحة، وان ما يجري فعلاً هو سعي فريق من المعارضة لعقد مؤتمر له المؤتمر الوطني العراقي، في نيويورك، مع محاولة منه لإظهار مؤتمره الخاص على أنه مؤتمر شامل للمعارضة، وذلك عن طريق اقناع أفراد ينتمون الى تجمعات معارضة أخرى بالانضمام اليه، ولو تحت يافطة الحوار فقط. وبخصوص الدعم المالي الأميركي المقدم للمعارضة، فإن أكثر من طرف عراقي معارض يؤكد ان هذا الدعم يذهب الى جهة واحدة المؤتمر، وان أطراف المعارضة الأخرى لا علاقة لها بهذه الأموال وطرق صرفها. وفي هذا الاطار قال الدكتور غسان العطية ل"الحياة" في لندن ان ما يقال عن اتفاق بين "المؤتمر الوطني العراقي" وبين "تيار الوسط" ليس صحيحاً، وما جرى هو اتفاق مع أشخاص من تيار الوسط فقط، وهذا يعني انهم التقوا بصفتهم الشخصية لا كممثلين لتيار الوسط. وفي هذا الاطار ايضاً أصدر "سعد صالح جبر" رئيس "المجلس العراقي الحر" وهو أحد أركان تيار الوسط، بياناً حاد اللهجة امس، ذكر فيه انه لا صحة على الإطلاق للانباء التي قالت ان مفاوضات تجري بين المؤتمر وتيار الوسط وأنهما توصلا الى اتفاق على البرنامج وعلى قائمة المدعوين الى اجتماع في نيويورك يوم 29 من الشهر الجاري. وركز البيان على: أولاً، ان الاتصالات والحوار بين المؤتمر الوطني وتيار الوسط قد توقف منذ منتصف ايلول سبتمبر بعد رفض الاخوة في المؤتمر الوطني الاعلان عن تشكيل اللجنة التحضيرية. ثانياً، ان ما يجري التحضير له حالياً حسب معلوماتنا هو اجتماع للجمعية الوطنية للمؤتمر الوطني التي لم تجتمع منذ سبع سنوات، بإضافة اشخاص وعناصر جديدة قيل ان عددها 70. ثالثاً، سبق لنا ان أصدرنا توضيحاً أعقبه بيان باسمي الشخصي اكد ان الاتصالات بين المؤتمر الوطني وتيار الوسط قد وصلت الى طريق مسدود وأعلنا فيه رفض المشاركة في اجتماع نيويورك. رابعاً، نريد ان نؤكد ان هناك شخصيات لا تتمتع بأي نفوذ ووزن في الساحة السياسية، اندفعت وراء "اغراءات" قدمها المؤتمر الوطني وتريد استخدام اسم "تيار الوسط" وسيلة للعبور أو الوصول الى بعض المكاسب المادية أو السياسية والانتفاع من حال الصراع القائم بين الادارة والكونغرس الاميركي، لذا فإننا نحذر من مثل هذه المحاولات ونؤكد ان ليس هناك من هو مخول بالتحدث باسم تيار الوسط أو هو مكلف من قبل هيئة التنسيق ل"تيار الوسط الديموقراطي" للقيام بمهمة التمثيل أو التفاوض أو التصريح باسمه". من جهة أخرى أوضح الأمين العام لحركة الوفاق الوطني العراقي الدكتور اياد علاوي طبيعة الاتصالات العراقية - الاميركية نافياً عنها صفة "الهيمنة الاميركية" بحجة ان نيويورك التي سيعقد فيها اجتماع المؤتمر هي "مدينة دولية". وحين سألته "الحياة" عمان - علي عبدالأمير عن عجز المعارضة العراقية في اقامة "صلات عربية" قال علاوي: "نحن في حركة الوفاق كنا وما زلنا نرى حالة من الخلل في علاقات المؤتمر مع العالم". واضاف: "إننا أولاً وأخيراً ابناء هذه المنطقة التي هي مناخنا الطبيعي وعمقنا الاستراتيجي". واعتبر الخلل في العلاقات مع الأطراف العربية "مسؤولية مشتركة للمؤتمر الوطني والدول العربية" قائلاً: "انه لأمر محير ولغز كبير تعامل العرب السلبي مع المعارضة. واذا كانت مشاكل المعارضة وانقساماتها من أكبر المواخذات عليها فإن على العرب تفهمها كجزء من ظروف بالغة التعقيد". مؤكداً "ان العراقيين واشقاءهم العرب وجيرانهم المسلمين معنيون جميعاً باستقرار المنطقة بعد زوال صدام".