أبلغ الرئيس بيل كلينتون، في رسالة، لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الاميركي قراره صرف ما قيمته 5 ملايين دولار لفصائل المعارضة العراقية السبعة التي اختيرت ضمن "قانون تحرير العراق" الصادر في نهاية 1998، معلناً انه يمارس صلاحياته لمنح المعارضة أسلحة دفاعية من مخزون البنتاغون ومعدات تدريب واتصالات. وأوضحت الرسالة الموجهة الى جيسي هولمز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، ان 3 ملايين دولار ستصرف للتدريب العسكري ومليونين لمعدات تقنية غير قتالية وخدمات تجهيز مقر المؤتمر الوطني العراقي في لندن، بما في ذلك انشاء قاعدة للاتصالات. وتأتي هذه الخطوة قبل أيام قليلة على اجتماع شامل للمعارضة العراقية تستضيفه الولاياتالمتحدة، وتأمل منه اعطاء دفعة جديدة لها، بعد مرحلة من الجمود. من جهة اخرى، توصلت المفاوضات التحضيرية بين المؤتمر الوطني العراقي وتيار الوسط الى اتفاق على بنية البرنامج السياسي والتنظيمي للمرحلة المقبلة، فضلاً عن التحضيرات التفصيلية وقوائم المدعوين الى اجتماع نيويورك المقرر في 29 من الشهر الجاري، مما يفتح الطريق أمام مرحلة جديدة أمام المعارضة العراقية. وعلمت "الحياة" انه في ضوء امتناع "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" عن حضور مؤتمر نيويورك نشطت المساعي لمحاولة انشاء منظمة معارضة بديلة عن "المؤتمر" بدعم من "عواصم اقليمية" تقاطع المؤتمر. لكن قيادة المجلس رفضت المساهمة مما أدى الى اسدال الستار عليها في الوقت الحاضر. وأكدت مصادر عراقية معارضة ل"الحياة" ان السيد باقر الحكيم "تعهد لقيادة المؤتمر عدم القيام بتأسيس أي اطار جديد للمعارضة العراقية"، على رغم الضغط الذي يتعرض له من أنصار الجناح المتشدد في السلطة الايرانية. وقالت المصادر ان انقساماً واسعاً يفصل بين "ايران الرسمية" التي تؤيد سياسة الرئيس خاتمي، وجناح الحرس الثوري القريب من المرشد علي خامنئي، في شأن الملف العراقي. ففي حين لا يرى الجناح الأول غضاضة في مساهمة التيارات الاسلامية العراقية المعارضة في مؤتمر نيويورك، يرى الجناح الآخر ضرورة مقاطعة المؤتمر والعمل بشكل مشترك مع الجناح البعثي والقومي لتنشيط مركز استقطاب جديد.