يستأنف طرفا «التحالف الوطني» في العراق مفاوضاتهما لاختيار مرشح لرئاسة الوزراء خلال الايام المقبلة وسط توقعات بقبول اطراف «الائتلاف الوطني» ترشيح رئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم «دولة القانون» نوري المالكي لولاية ثانية. وفي غضون ذلك اعلنت «القائمة العراقية» توقف مفاوضاتها مجدداً مع باقي الكتل «بسبب تصلب المواقف» واكدت تعرضها لضغوط اميركية لمنع تحالفها مع «التيار الصدري». وبحث رئيس الوزراء نوري المالكي امس مع وفد من الكونغرس الأميركي في ترتيبات تشكيل الحكومة. ونقل بيان عن المالكي قوله «نريد تعميق العلاقات ضمن إتفاق الإطار الاستراتيجي لأن المرحلة العسكرية انتهت بنجاح من خلال إتفاق سحب القوات التي كانت متميزة من خلال التطبيق الصحيح والإلتزام من قبل الطرفين، ولدينا الرغبة في تطوير العلاقات في الجوانب الإقتصادية والزراعية والتجارية والعلمية». وتابع إن «الحكومة ستتشكل والأمور بدأت تتضح بإتجاه تشكيلها وان المهم أن يكون التشكيل مبنياً على اسس صحيحة». ونقل البيان عن أعضاء في وفد الكونغرس الاميركي تجديد دعم الولاياتالمتحدة للحكومة العراقية في جهودها من أجل الحفاظ على إستقرار العراق وإزدهاره، وتطويره في المجالات الإقتصادية والعلمية والتجارية وغيرها. وكان الائتلاف «الوطني العراقي» و»دولة القانون» عقدا مساء الاحد الماضي اجتماعا لمناقشة القضايا العالقة بين الائتلافين وتغيير المواقف. وقال القيادي في «ائتلاف دولة القانون» خالد الاسدي ل»الحياة» ان لجان «التحالف الوطني ستستأنف اجتماعاتها لاختيار مرشح لرئاسة الوزراء باعتبار ان التحالف يمثل الكتلة البرلمانية الاكبر المكلفة دستوريا بتشكيل الحكومة». ولفت الى ان كتلته تنتظر منذ فترة رد «الوطني» على استئناف المفاوضات وتقديم مرشح واحد لمنافسة مرشحنا الوحيد وهو نوري المالكي». وبين الاسدي ان اتفاق (التحالف الوطني) على تسمة مرشح واحد سيمهد الطريق لانهاء الازمة السياسية في البلاد بتحقيق سيناريو تشكيل حكومة الشراكة الوطنية والذي يتضمن ايضا عرض رئاسة الجمهورية على الاكراد ومنصب رئاسة المجلس السياسي على «القائمة العراقية» اضافة الى مناصب سيادية اخرى». وذكر عضو «الائتلاف الوطني» محمد مهدي البياتي ايضا أن المفاوضات بين إئتلافه ودولة القانون قد تستأنف خلال الايام المقبلة، وان استئنافها سيكون عبر إصدار بيان رسمي بهذا الشان». ولفت الى أن «مطلب الائتلاف الوطني الرسمي لايزال كما هو بإستبدال المالكي كمرشح عن دولة القانون للمضي قدما بتشكيل الحكومة». وأوضح البياتي أن «المفاوضات بين القانون والوطني لم تنقطع بل جمدت بقرار صدر عن الائتلاف وأستئنافها سيكون عبر اصدار قرار اخر بعد انتفاء شروط التجميد». ووفق مصادر داخل «الائتلاف الوطني» فان بعض اطرافه وابرزها كتلة «الفضيلة» ضغطت باتجاه رفع الخطوط الحمراء التي وضعها «المجلس الاعلى» و»التيار الصدري» على ترشح المالكي والعودة الى طاولة المفاوضات بغية الوصول الى تسويات جديدة او الاحتكام الى الاليات السابقة في اختيار رئيس الوزراء بين عدد من المرشحين. وكانت كتلتة «الاحرار»، ممثلة التيار الصدري في الائتلاف الوطني، اعلنت امس «قبولها بترشيح المالكي بعد قبوله لضمانات على ان لا يعني ذلك انه سيكون مرشح التحالف الوطني لرئاسة الوزراء». ودعت الى «الاحتكام الى آليات داخل التحالف الوطني ومن يستطيع ان يتجاوزها سواء المالكي او غيره فسيكون مرشح التحالف لرئاسة الوزراء وسيحظى بدعمنا». من جانبها استبعدت قائمة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي «العراقية» وصول طرفا (التحالف الوطني) الى اتفاق قريب واعتبرت ذلك مضيعة للوقت. واوضح الناطق باسم القائمة شاكر كتاب في اتصال مع «الحياة» ان «العراقية» اوقفت مفاوضاتها مع باقي الكتل بسبب تصلب موافق الجميع وعدم احراز تقدم يذكر» مشيرا الى ان «القائمة تنظر عودة زعيمها اياد علاوي من جولته للبحث في التطورات السياسية الجديدة». وكان علاوي وصل الكويت في زيارة قادما من روسيا التي زارها السبت. وعن التقارب مع التيار الصدري اكد كتاب وجود ضعوط اميركية لابعاد التيار عن مفاوضات تشكيل الحكومة الا ان القائمة العراقية مصرة وبشدة على «اشراك الصدرين في حكومة الشراكة الوطنية ولن تخضع لاي ضغوط دولية او محلية» واستدرك «رغم قناعتنا بان عودة المفاوضات بين ائتلافي «الوطني» و»القانون» سوف لن تفضي الى شي الا انها تؤثر على التقارب الحاصل مع اطراف في الائتلاف الوطني» وأكد السفير الأميركي الجديد في العراق جيمس جيفري قبل يومين أن بلاده لن تتعامل مع بعض القوى السياسية العراقية التي تعمل بازدواجية داخل العملية السياسية وتتأرجح بين تأييد الأخيرة وتنفيذها لإعمال العنف، مبينا إن «الولاياتالمتحدة الأميركية ستعمل مع القوى السياسية التي تنبذ الإرهاب والعنف السياسي». في اشارة واضحة الى رفض التعامل مع كتلتة التيار الصدري وجناجها العسكري (جيش المهدي ) والذي سبق وان دخل في مواجهات مسلحة مع القوات الاميركية. وكان رئيس الوزراء العراقي الأسبق أياد علاوي اعلن في تصريح صحافي من العاصمة الروسية موسكو اول من امس ان الولاياتالمتحدة لن تدعم أية حكومة عراقية ليست على علاقة جيدة بإيران. وقال علاوي وهو رئيس القائمة العراقية التي احتلت المرتبة الاولى في الانتخابات «أعتقد أن الولاياتالمتحدة تقف ضدي، وموقفها معروف في المجتمع العراقي، وهي تحاول أن تدعم فقط من له علاقة جيدة مع طهران».