موسكو, يو بي أين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه سيجرى فحص الحالة النفسية للجنود الذين يؤدون الخدمة العسكرية في الشيشان بواسطة أجهزة كمبيوتر ابتداءً من مطلع العام 2012. ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن الوزارة أنه "تم تجهيز كل الوحدات العسكرية بجهاز كمبيوتر، يقوم برنامجه الإلكتروني بالتشخيص الفردي للخصائص النفسية للجنود، ويوضح الانحرافات المتوقعة ويقدم الوصفات العلاجية الممكنة لها"، بهدف رفع فاعلية عمل الطبيب النفسي لدى القوات. وقال وزارة الدفاع على موقعها الإلكتروني إن "الأرشيف التجريبي لعمل الموقع الإلكتروني للمحلل النفساني يضم أكثر من 90 مسألة هامة تقيم الوضع النفساني والفيزيولوجي والاجتماعي للخصائص الشخصية للفرد. إن الآلة التي حلت محل الأسئلة المبسطة قادرة على دراسة إستمارات التحليل النفساني المدونة يدوياً، والمجراة على مجموعة من العسكريين". وتوضح الوزارة، أنه بفضل ذلك، ستكون لدى الطبيب النفساني المزيد من الوقت للعمل المباشر مع الجنود في الوحدات. ويذكر أن الخدمة العسكرية التي يؤديها الجنود الروس في الشيشان جعلت الكثيرين منهم عرضة لإنحرافات نفسية ولإختلال في شخصياتهم، ما أضر بالصحة النفسية للكثير منهم، مع استمرار وقوع هجمات في مناطق شمال القوقاز المضطربة. لمحة عن الصراع بين روسيا و الشيشان بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي، أعلنت الشيشان استقلالها في تشرين الثاني (نوفمبر) 1991 بقيادة الجنرال السابق دزوكار دوداييف. إعتبرت موسكو أن إعلان الإستقلال بمثابة تقليص لسلطة وهيبة موسكو في المنطقة. بعد ثلاث سنوات من إعلان الإستقلال بدأت بعد الأصوات في الكرملين بالمطالبة بشن حرب على الشيشان لإستعادة ما كان ملكاً لروسيا السوفياتية، وفي 29 تشرين الثاني(نوفمبر) طلب الرئيس الروسي انذاك بوريس يلتسن الحكومة الشيشانية بوقف التسلح وضابط الأمن داخل البلاد وإلا ستتولى روسيا هذه المهمة. التهديد الروسي كان بمثابة تحضير الأرضية والذريعة اللازمة لإعادة إحتلال الشيشان. وبعد أن أكد وزير الدفاع في حينها بافيل غراشيف أن بإمكان القوات الروسية الدخول إلى العاصمة غروزني في غضون ساعات، اتخذت القيادة الروسية قراراً في 11 كانون الأول (ديسمبر) ببدأ الحملة العسكرية على الشيشان. بعد سقوط غروزني في أيدي القوات الروسية بعد مواجهة ضارية مع المقاومة الشيشانية اتسعت الحملة العسكرية لتشمل جميع معاقل المقاومة في البلاد. اصطدمت الحملة العسكرية الروسية بأزمة الرهائن الشهيرة في منطقة ستافربول كراي في حزيران (يونيو) 1995, بعد أن قامت فرق من المقاومة الشيشانية بالسيطرة على مستشفى بوديونوفسك وأسر عدد من الجنود الروس. بعد هذه الأزمة تحولت الحملة العسكرية الروسية من كونها عمليات إجتياح سريعة و سهلة إلى حرب إستنزاف بين روسيا والقوات الشيشانية. وبدأت روسيا بتسمية قوات الإنفصاليين الشيشان بالإرهابيين في دلالة على تحول الصراع من مواجهة كثيرة إلى صراع طويل الأمد لا زال مستمراً حتى اليوم.